أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أن العرب في عاصفة الحزم لم يحملوا السلاح في وجه الشيعة، وإنما حملوه ضد الخارجين على الشرعية الوطنية في دولة اليمن، وحين استغاث اليمن بالعالم العربي أغاثهم وتوحد معهم.
وقال في حديث له الاثنين مع التلفزيون الألماني إن الجماعات المسلحة التي تتبنى القتل والإحراق لا تمثل الإسلام ولا المسلمين، محذراً من إلصاق هذه الأعمال الإجرامية بالإسلام والمسلمين، لأن العالم العربي كله الآن هو كتلة موحدة ومجتمع على محاربة داعش والحركات المسلحة.
وأشار إلى أن من يعتقد أن داعش قد انفردت بالعالم العربي فاعتقاده غير صحيح، فالعالم العربي الآن بدأ في التوحد، ولو أنه توحد وتجمع من تاريخ إنشاء جامعة الدول العربية، لكان للعرب الآن شأن آخر وموقف آخر، مضيفاً أنه لا يجب إطلاق مسمى “الدولة الإسلامية” على تنظيم داعش، لأنه لا توجد دولة إسلامية بهذا المعنى، وإنما توجد دول إسلامية، وزَعْمُ داعش إنشاء دولة للخلافة الإسلامية لا يتفق مع وجهة نظر الأزهر الذي يرى أن كل دولة – حسب الاتفاقيات الدولية – لها حدود مائية وجوية، كما أنه على أرض الواقع يستحيل إقامة دولة إسلامية تضم جميع الدول الإسلامية، اللهم إلا إذا كان هناك اتحاد يضم مجموعة الدول الإسلامية، على غرار الاتحاد الأوروبي.
وأضاف شيخ الأزهر أن الإسلام لا يُفرض بالسلاح ولا يُجبر أحدا على الدخول فيه، وكلمة “جهاد” في القرآن الكريم تطلق على القتال دفاعا عن النفس وعن الأرض والعقيدة والعرض، والدعوة إلى الإسلام لا تتم إلا من خلال طرقها التي خوطب بها النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْه وسَلَّمَ – في قوله تعالى: “ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”، موضحا أن مؤسسة الأزهر تعلم طلابها أن الإسلام لا يمكن أن ينتشر أو يسود بالسلاح، وأن الإسلام دين ينتشر بالحجة والمنطق والإقناع، وكان مَن أراد أن يدخل في الإسلام فليدخل ومَنْ أراد أن يحتفظ بدينه فليحتفظ به.
وأكد أن تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية وراءه دعم دولي كبير؛ لخلق الفوضى في المنطقة العربية وضرب استقرارها وتغيير جغرافيتها وحدودها وقلب الموازين فيها، مِن خلال توظيف داعش والحركات المسلحة للدين لخدمة المخططات الاستعمارية الكبرى التي تسعى لخلق شرق أوسط جديد.
وذكر أن الأزهر بصدد الانتهاء من مرصد إعلامي باللغات الأجنبية المختلفة لمتابعة ورصد ما ينشره تنظيم داعش والحركات المسلحة وترجمته وعرضه على فريق من العلماء الأزهريين المتخصصين للرد على ضلالاتهم ثم ترجمته وبثه في موقع الأزهر لتصحيح المفاهيم المغلوطة والزائفة التي ألصقت بالإسلام، والتي اعتمدت عليها تلك الجماعات، بالإضافة إلى النظر في مناهجه بما يتواءم وتصحيح الأفكار الشاذة والمنحرفة التي لم تكن موجودة من قبل.
وأضاف أن الأزهر أدخل في المناهج دراسة مفاهيم الجهاد والحاكمية والتكفير والجاهلية، والتي تدرس لأكثر من