كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن قطر ستنفق 1.8 مليار دولار لتطوير قاعدة العديد لإسعاد الأمريكيين المتواجدين هناك وتشجيعهم على البقاء فيها بشكل دائم.
وقال وزير الدفاع القطري محمد العطية في مقابلة مع الصحيفة، إن توسيع القاعدة، التي تضم حوالي عشرة آلاف جندي أمريكي، سيشمل منشآت إسكان عائلي جديدة لأكثر من 200 ضابط وتوسعات أخرى في البنية التحتية إلى جانب تحسينات “تشغيلية”.
هذه التحديثات، التي سيتم الإعلان عنها رسميًا في حفل اليوم الثلاثاء، تم استعراضها في اجتماعات هذا العام بين العطية ووزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس.
وأوضحت الصحيفة، أن الحضور الرسمي الأمريكي لهذا الحفل سيكون منخفض المستوى، تفاديًا لإغضاب الدول المقاطعة لقطر.
ولفتت الصحيفة إلى أن قطر من الدول المانحة الرئيسة لخطط الإدارة لتقديم مساعدات إنمائية إلى غزة والضفة الغربية كجزء من خطة أمريكية سرية للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وتعتبر قطر، أحد العملاء الرئيسين لصناعة الدفاع الأمريكية؛ إذ قامت في العام الماضي بشراء طائرات إف 15 بقيمة 12 مليار دولار.
وقال العطية: “لقد اشترينا الكثير من المعدات العسكرية من الولايات المتحدة. لذلك يمكننا الطيران جنباً إلى جنب مع شركائنا”.
ووفقاً لبيان صدر عن حكومة قطر، فإن عقد شراء 36 طائرة مقاتلة من طراز F-15 يدعم 50 ألف وظيفة في أمريكا وأكثر من 550 مورداً في 42 ولاية أمريكية. وتشمل عمليات الشراء الأخيرة صواريخ “جافلين” الموجهة بقيمة 20 مليون دولار، وخدمات لوجستية ومعدات دعم بقيمة 700 مليون دولار، وأنظمة تسليح بنحو 200 مليون دولار “والتي تدعم أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة.”
لكن محور العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر هو قاعدة العديد الجوية، التي تضم عشرات الطائرات، من بينها طائرات مقاتلة وقاذفات وطائرات استطلاع.
وتوسعت العلاقات العسكرية الأمريكية مع قطر بسرعة في التسعينيات، والجزء الأول من القرن الواحد والعشرين حيث بنى القطريون “العديد” وشجعوا الولايات المتحدة على استخدامها. ونقل البنتاغون مركز عملياته الجوية إلى هناك من المملكة العربية السعودية في عام 2003 بعد أن رفضت الرياض السماح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة الأمير سلطان الجوية لمهاجمة العراق.
وينظر إلى استعداد قطر للسماح للولايات المتحدة بالتحليق بالقاذفات من قاعدة العديد على أنه أمر ذو أهمية خاصة. ولا تسمح دول أخرى في المنطقة بذلك وفقًا للصحيفة.
وقد أنفق الجيش الأمريكي حوالي 450 مليون دولار في بناء قاعدة العديد منذ عام 2003 ما وسع المنشأة من مهبط للطائرات حيث كان العَديد من الجنود الأمريكيين يعيشون في خيام إلى كيان أكثر استدامة اليوم. وتقدر قطر أنها أنفقت 8 مليارات دولار هناك لدعم العمليات الأمريكية.
وقال عطية، إن قطر تأمل في نهاية المطاف أن تعلن واشنطن “قاعدة العديد” منشأة أمريكية دائمة.
وأضاف العطية “صحيح أننا نريد أن نرى حلفاءنا وأصدقاءنا يتواجدون هنا بشكل دائم معنا، ولكن الغرض الرئيس من التوسعات هو أننا لدينا رجالٌ ونساءٌ بعيدون عن وطنهم، ونحاول دائمًا التطوير والتوسيع لأجل جعل إقامتهم مريحة”.