يبدو أن ركب كأس العالم نحو قطر 2022، يمر بمزيد من المطبات الحادة التي تجهد الدوحة لتجاوزها بكل ما أوتيت من مال وإعلام، ومهما تطلب الأمر من تنازلات.
سارعت قطر بالخضوع لجميع شروط الفيفا، وأعلنت فتح أبوابها مشرعة أمام المثليين والشواذ، متذرعة في بيانها بقبول الجميع خلال كأس العالم دون تمييز في الميول والثقافات، لتذكر صيغة البيان الرسمي وتلاعبه على الكلمات بتلك الفتاوى التي تصدر عن رجال الدين الملتزمين السياسة القطرية وخاصة المنتمين منهم إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وتشخص الأبصار اليوم نحو منابرهم لمعرفة رأيهم بقبول المثليين كثقافة في بلد له خصوصية عربية وهوية إسلامية، مع شبه تأكيد لكل من خبر سلوك يوسف القرضاوي ومن لف لفه أن صندوق الفتاوى كعادته تحت الطلب لإيجاد مخرج بلبوس ديني ينقذ قطر من الحرج.
تأكيدًا لما سبق فإن النموذج التركي ليس ببعيد عن الذاكرة وتحديدًا عام 2002 عندما أعلن أردوغان صراحة أنه يؤيد حقوق الشواذ والمثليين ويتعاطف معهم ضد الإعلام الذي ظلمهم على حد تعبيره.
وفي عهد أردوغان أيضًا حصل المثليون على ترخيص رسمي لأول مجلة خاصة بشؤون الشواذ عام 2014، في الوقت الذي كانت حملة إغلاق وسائل الإعلام الأخرى تسير على قدم وساق من قبل أردوغان نفسه، وشهدت المسيرات العلنية للمثليين داخل إسطنبول وأنقرة عصرها الذهبي في عهد حزب العدالة والتنمية ومع ذلك بقيت شعبية أردوغان في وسط التيارات الدينية داخل وخارج تركيا بفضل الفتاوى والأحاديث التي نصبته خليفة للمسلمين.
في ظل هذه المنابر فإن المسؤولين في قطر يستطيعون أن يناموا دون أدنى قلق متلحفين برداء الفتاوى المفصلة على مقاس صناع القرار في الدوحة.