شغلت طائفة NXIVM أمريكا واستخباراتها، بسبب انتشارها السريع مؤخرا الذي يشبه انتشارالنار في الهشيم، عن طريق استخدام الجنس وفتنة النساء لاختراق نخبة المجتمع الأمريكي واصطياد المشاهير.
وألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي”FBI” القبض مؤخراً على أعضاء كثر من هذه الطائفة، بينهم سيدة الأعمال كلير برونغمان، وهي العضوة رقم 54 في قائمة المعتقلين، والفنانة إيما واتسون.
وتشير التحقيقات إلى أن الطائفة، التي أسسها كيث رانيير عام 1998، تدير ما هو أشبه بعمليات دعارة وابتزاز على نطاق كبير، وسط نخبة المجتمع الأمريكي، ما أدى إلى فتح تحقيقات في النواحي المالية الخاصة بهذه المنظمة النسائية الفريدة التي تقوم على جمع التبرعات من الأعضاء، بمبالغ تتراوح ما بين 5 – 7.5 ألف دولار من كل واحد منهم.
وقد حدَّدت المحكمة الفيدرالية في بروكلين، جلسة الاستماع الأولى للقضية في 7 يناير 2019، بناء على طلب الحكومة نقل تاريخ المحاكمة، التي كانت مقررة في أكتوبر 2018، بسبب حجم التفاصيل الكبيرة في القضية-الفضيحة.
وقال ممثلو الادعاء، إن 60 جهازا إلكترونيا تمت مصادرتها من هذه المنظمة، ويجري تقييم مئات آلاف البيانات والمعلومات التي تحويها، بموجب شروط مذكرات التفتيش، فيما أعرب محامو الدفاع عن قلقهم بشأن وجود ما يكفي من الوقت لمراجعة ملفات القضية ووقائعها المتشابكة، التي يتم الكشف عنها بشكل متجدد.
مَن هو كيث رانيير؟
مؤسس الطائفة الجديدة يدعى كيث رانيير، وُلد في بروكلين عام 1960، وهو مدير مكتب إعلانات ومعلم رقص سابق، نشأ في بروكلين حتى سن الخامسة، بعد ذلك انتقلت عائلة والديه إلى مقاطعة ألباني عام 1976 في نيويورك، والتحق بمعهد رينسيلار بوليتيكنيك Rensselaer Polytechnic عام 1981.
التحقيقات التي أجرتها المباحث الفيدرالية الأمريكية FBI كشفت عن أن هذه الطائفة تأسست عام 1998، بحي “ألباني” في ولاية نيويورك، واتَّخذت شكل شركة تسويق متعددة الأنشطة، كغطاء لعمليات التجنيد التي تتم للعناصر الجديدة، وعكف على وضع الأسس الإدارية لها كيث رانيير، البالغ من العمر 57 عاماً.
بعد حصول رانيير على عدة شهادات في مجال التسويق، أسس Consumers Buyline عام 1990، واعتمد على خطة تسويق هرمية مثل نظام qnet، وعندها اتهمه المدعي العام في نيويورك بتشغيل الشركة بخطة تسويق وهمية، وألزمه بحظر الترويج أو التقديم أو المشاركة في خطة توزيع مثل هذه السلاسل، وسط إنكاره لأي أعمال نصب أو مخالفات.
وفي عام 1998، أسس رانيير ونانسي سالزمان شركة NXIVM، التي تعمل على تقديم ما يسمى بـ”برامج النجاح التنفيذي”، أو “ESPs”، وهي عبارة عن تقنيات نفسية تهدف إلى تحسين الذات. وشدَّد رانيير على أن “التركيز الرئيسي للبرامج هو جعل الناس يشعرون بمزيد من الفرح والغبطة في حياتهم”.
وفي عام 2003، ذكرت مجلة فوربس أن حوالي 3700 شخص شاركوا في تلك البرامج، أبرزهم شيلا جونسون، أنطونيا نوفيلو، أنا كريستينا فوكس، ابنة الرئيس المكسيكي السابق فيسينتي فوكس.
بدأ برنامج NXIVM بمحاولة تحسين الذات، كأحد أساليب التنمية البشرية، وبعد انخراط العضو في البرامج تبدأ بعدها عمليات أشبه بغسيل المخ، تحت غطاء من الدعوات الترويجية لحقوق المرأة، يتم بعدها إقامة طقوس تعتمد بنسبة كبيرة على بعض الممارسات الجنسية.
ويتم تصوير الأعضاء الجدد عن طريق الفيديو، ورسم وشم أعلى منطقة الحوض، والحصول منهم على اشتراكات وتبرعات نظير عملية الانضمام، والفيديو هدفه ابتزاز العضو نفسياً للحفاظ على سرية الطائفة.
وتستخدم NXIVM طريقة مسجلة كعلامات تجارية تسمى “Rational Inquiry” لمساعدة المنتسبين إليها على تحقيق أهدافهم، بتكلفة تصل إلى 7500 دولار، في شكل ورشة عمل مكثفة ومتعددة.
أبرز أعضاء NXIVM
تشير التقارير الواردة من تحقيقات المباحث الفيدرالية، إلى أن عدد المنضمين للطائفة يبلغ حوالي 16 ألفاً، غالبيتهم من السيدات، من 30 دولة حول العالم، ويحتفظ رانيير بنحو 16 امرأة ضمن الدائرة الصغيرة التي ترافقه بشكل دائم.
ومن أبرز أعضاء طائفة NXIVM، شيلا جونسون، الممثلة وعارضة الأزياء الأمريكية، وأنطونيا نوفيلو الجراحة الأمريكية الشهيرة، وأنا كريستينا فوكس، ابنة الرئيس المكسيكي السابق فيسينتي فوكس، وليندا إيفانز ممثلة تلفزيونية، وأليسون ماك وكريستين كريوك بطلتا مسلسل small ville، وجريس بارك ممثلة أمريكية شاركت في بطولة مسلسل Hawaii Five-0، ونيكي كلاين ممثلة تلفزيونية، وسارة إدموندسون ممثلة، وكلير وسارة برونفمان ابنتا إدغار برونفمان الرئيس السابق للمؤتمر اليهودي العالمي ومدير أكبر شركات الكحول، والممثلة البريطانية إيما واتسون، والمغنية كيلي كلارسون.
قائمة المتهمين
ويواجه كل من كيث رانيير، مؤسس طائفة نيكسيوم NXIVM، وكلير برونفمان وريثة شركة سيغرام للمشروبات الكحولية، ونانسي سالزمان المؤسس المشارك في NXIVM، وابنتها لورين سالزمان ومدير المكتب التنفيذي للطائفة كاثي راسل، وأليسون ماك الممثلة السابقة، يواجهون مجموعة من التهم الجرمية، تشمل سرقة الهوية، والابتزاز، والعمل القسري، والاتجار بالجنس، وغسيل الأموال، وعرقلة العدالة.
العقوبات المحتملة
من المحتمل أن يحكم على كل من كيث رانيير، الذي تم إلقاء القبض عليه في المكسيك على يد عناصر المباحث الفيدرالية، وأليسون ماك، بالسجن مدداً تتراوح ما بين 15 إلى 25 عاماً، لاتهامات الاتجار بالجنس، والنصب والاستيلاء على أموال الغير، والابتزاز، وتجنيد عناصر جديدة.