شنّت حركة “نداء تونس”، اليوم الخميس، هجومًا عنيفًا على رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، ووصفته بـ “الخائن وجندي الإخوان المسلمين”، وذلك في تصعيد غير مسبوق، بات يهدّد بقطيعة نهائية بين الحزب الحاكم في البلاد، والحكومة.
وقال القيادي بحركة “نداء تونس” خالد شوكات، في تصريح إذاعي: إنّ “الجمهورية التونسية أصبحت اليوم في خطر حقيقي، وإنّ نخبة من السياسيين تتقاسم الشعور بالقلق على وضعية البلاد، التي وصلت إلى مرحلة انهيار غير مسبوقة” مستندًا في ذلك إلى آخر نتائج استطلاع رأي، كشف أن نسبة التشاؤم في أوساط التونسيين تفوق 80% علاوة على تردي الخدمات في قطاعات الصحة والتعليم والماء والكهرباء.
وكشف شوكات، أنّ رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي “ندم ندمًا شديدًا على تعيين يوسف الشاهد رئيسًا للحكومة”، مؤكدًا أنّ الأخير “لا يملك أيّ كفاءة تجعله مؤهّلًا لتولّي منصب رئيس الحكومة”، معتبرًا أنّ “علاقة القرابة التي تجمعه بالرئيس التونسي هي التي كانت وراء قرار التعيين”، بحسب قوله.
واتّهم شوكات، يوسف الشاهد، بأنّه “خيّب أمل الرئيس التونسي السبسي، وأنه أصبح ابنًا عاقًا و جنديًا من جنود الإخوان المسلمين في البلاد”.
وشدّد على أن حركة النهضة، الذراع السياسية للإخوان في تونس “ضربت بالأخلاق عرض الحائط، و قبلت بحماية واحتضان خائن، ووفّرت ملجأ لمن مارس العقوق”، في إشارة إلى تمسك الحركة بعدم تغيير يوسف الشاهد.
وحمّل شوكات، الباجي قائد السبسي، مسؤولية ما وصفه بـ “الاختيار الخاطئ” ليوسف الشاهد، مشيرًا إلى أن الحكومة الحالية “فشلت، وأنّ بقاءه سيزيد من تأزم الوضع”، داعمًا كلامه بجملة من المؤشرات، منها تراجع احتياطي النقد الأجنبي، وانهيار قيمة الدينار التونسي أمام اليورو.
ووصف شوكات النواب عن حركة “نداء تونس” في البرلمان، الذين أعلنوا أنهم مع منح الثقة لوزير الداخلية الجديد هشام الفراتي، بأنّهم “مجموعة هشة وقعت تحت الضغط والترهيب”.
ويعتبر هذا الهجوم هو الأعنف على الإطلاق من قبل حركة “نداء تونس” ضد رئيس الحكومة يوسف الشاهد، وسط توتّر متصاعد ينبئ بدخول العلاقة بين الجانبين في أزمة غير مسبوقة.
وكانت حركة “نداء تونس”، قد لوّحت أمس الأربعاء، بسحب الثقة من الحكومة التونسية، في حال رفض رئيسها يوسف الشاهد، الاستجابة إلى دعوة الحزب الحاكم في البلاد، بعرض حكومته على مجلس النواب لنيل ثقته.