أعلنت الأمم المتحدة أنه لم يبق هناك أي مناطق محاصرة في سوريا من قبل أي طرف للنزاع الدائر في البلاد منذ العام 2011.
وقال يان إيغيلاند، مساعد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس: “في الوقت الراهن لا مناطق في سوريا تعتبر، وفقا لمعايير الأمم المتحدة، محاصرة. وتم إجلاء سكان آخر المناطق المحاصرة، وهي قريتا الفوعة وكفريا، في شهر يوليو”.
وتابع إيغيلاند: “إننا ندخل مرحلة جديدة في هذه الحرب الدموية القاسية التي تجري في سوريا، ونود أن نأمل في أننا نتابع حاليا نهاية الحرب الكبيرة”.
وأشار إيغيلاند مع ذلك إلى أن ثمة خطرا لتصعيد الوضع في محافظة إدلب، مبينا أنه “قد يكون هناك آلاف الأشخاص من هؤلاء الذين صنفتهم الأمم المتحدة كإرهابيين”.
واعتبر أن وجود الإرهابيين “يجب ألا يستخدم كمبرر” لإطلاق عمليات عسكرية كاملة في هذه الأراضي، وشدد على ضرورة فعل كل ما يمكن “لمنع وصول الحرب إلى إدلب”، لأن نصف سكانها البالغ عددهم حوالي 4 ملايين شخص هم نازحون.
وذكر إيغيلاند أن الأمم المتحدة تعمل على وضع خطة إنسانية لتطبيقها حال تصعيد الوضع في المحافظة، فيما أعرب عن أمله في أن يتم إيجاد حل لقضية إدلب عبر الجهود الدبلوماسية “مما سيحمي المدنيين” هناك.
وأشار مساعد دي ميستورا إلى أن “موضوع إدلب ما زال قائما في الأجندة الدولية، ودولا كثيرة بإمكانها التأثير على الوضع في المحافظة”، مفيدا بأن الدول الـ3 الضامنة لعملية أستانا الخاصة بالتسوية السورية، أي روسيا وتركيا وإيران، أكدت، الخميس، خلال جلسة جديدة لفريق العمل الخاص بالقضايا الإنسانية في سوريا في جنيف، أنها “ستفعل كل ما بوسعها لتفادي الحرب في إدلب”.
ولفت إيغيلاند إلى أن الأمم المتحدة دعت “البلدان الغربية ودول منطقة الخليج، التي تحظى بنفوذ لدى فصائل المعارضة المسلحة في سوريا، إلى بذل جهود إضافية من أجل منع مواصلة هذه الجماعات تصرفاتها غير العقلانية والعنيفة والتي تتناقض بصورة كاملة مع مبادئ العمل الإنساني”.
وتمكنت الحكومية السورية خلال العامين 2016 و2017، بدعم من القوات الجوية الفضائية الروسية، من استعادة معظم الأراضي التي خسرتها خلال الحرب.
وخلال العام الحالي سيطرت القوات السورية على كامل منطقة ريف دمشق، بما في ذلك الغوطة الشرقية، بالإضافة إلى مناطق جنوب البلاد.
أعلن الرئيس السوري، بشار الأسد، يوم 26 يوليو، أن تحرير محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة.
وشكلت إدلب المحاذية لتركيا خلال السنوات الأخيرة وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق عدة كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة أبرزها مدينة حلب والغوطة الشرقية لدمشق.