أكد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل رفض بلاده محاولات ربط عودة اللاجئين السوريين بالعملية السياسية في وطنهم، واستخدامهم كورقة سياسية انتخابية.
وجدد باسيل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم الاثنين، وقوف لبنان مع “العودة السريعة المتدرجة والآمنة للنازحين السوريين من دون أي ربط بين العودة والحل السياسي” في سوريا.
وأكد باسيل تأييد بيروت المبادرة الروسية بشأن عودة اللاجئين، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تأتي في سياق الحفاظ على التنوع في الشرق الأوسط، لذلك “اتفقنا على جعلها تنفيذية وهي شكلت الغطاء السياسي والمعنوي للتشجيع على العودة”.
وحسب باسيل، لبنان يجب أن يكون “منصة لإعادة إعمار سوريا والتعاون الاستراتيجي بين لبنان وروسيا ضروري لهذه الغاية”.
وأشار الوزير اللبناني إلى استعداد بلاده للتنسيق والتعاون مع روسيا وسوريا والأمم المتحدة والأطراف الأخرى من أجل تنفيذ المبادرة الروسية.
اللاجئون السوريون كورقة سياسية
وشدد باسيل على رفض استخدام قضية اللاجئين السوريين كورقة سياسية في سياق التحضير للانتخابات الرئاسية السورية المرتقبة عام 2021، معتبرا أن عودة اللاجئين إلى ديارهم يجب أن تصبح عاملا لتشجيع الحوار الوطني وتسريعا لعملية إعادة إعمار البلاد.
وقال: “اتفقنا علـى نزع ورقة الضغط عن اللاجئين لمنع استخدامهم كورقة سياسية… نقف مع أن يدلي السوريين بأصواتهم في تلك الانتخابات داخل سوريا”.
وأكد أن “لدينا أفكارا عملية لعودة النازحين أولها تطبيق القانون اللبناني للتمييز بين النازح الاقتصادي والنازح الأمني”، مضيفا أن “مسؤولية لبنان هي تأمين عودة السوريين أو بقاء من يرغـب بحسب القوانين الدولية”.
وأشار باسيل إلى أنه لا مبرر لبقاء اللاجئين السوريين في الأراضي اللبنانية بعد أن تحسنت الأوضاع في سوريا مع توسع رقعة المناطق التي حل فيها الأمن والاستقرار.
تثاقل المفوض الأممي في قضية العودة
في هذا السياق، وجه باسيل انتقادات للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الذي أبدى معارضته لعودة اللاجئين إلى سوريا.
واعتبر غراندي في وقت سابق أنه لا يمكن إعادة اللاجئين إلى سوريا بسبب ظروف فقدان الأمن هناك، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان عودة ما يقارب 5 ملايين لاجئ سوري من دول الجوار في ظل استمرار النزاع في البلاد.
وقال باسيل أن مثل هذه التصريحات، التي تتغاضى عن التغيرات الإيجابية على الأرض، تتسبب في مشاكل خطيرة بين لبنان والمفوضية الأممية، مضيفا أن بلاده حريصة على التعاون مع هذه المؤسسة لكنه لن يقبل أبدا بالخطاب الذي من شأنه تكريس وجود اللاجئين في الأراضي اللبنانية.