رفضت سلطات النمسا منح اللجوء لشاب أفغاني، يدعي بأن حياته معرضة للخطر في وطنه الأم لأنه من المثليين، إلا أن إدارة الهجرة النمساوية لم تصدقه، وقررت ترحيله لعجزه عن إثبات ميوله.
وفي قرار الترحيل، سرد وينر نويشتاد من إدارة الهجرة النمساوية، الأسباب التي جعلته يشك بمصداقية الفتى الأفغاني، وقال له: “لا أسلوب حديثك ولا سلوكك ولا الطريقة التي تمشي بها ولا ملابسك، تؤكد على ميولك المثلية”.
وأضاف: “أنت تبدي العدوانية في التعامل مع جيرانك في الغرفة، والمثلي عادة مسالم في طبعه كما أنك انعزالي ومنطو على نفسك، والمثلي عادة يحب التواصل وعقد الصداقات والتعارف. أنت لست مثليا، وما من شيء يهدد عودتك إلى أفغانستان”.
من جانبها رفضت الداخلية النمساوية، التعليق ولكنها أكدت تأييدها لقرار موظفها المذكور.
يذكر أن تمتع طالب اللجوء بالميول الجنسية الشاذة، يعتبر أساسا رسميا لمنحه اللجوء في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2013.
وينص قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، على منح اللجوءللمثليين الذين يعتبر الشذوذ الجنسي في أوطانهم عقوبة جنائية، وتشمل قائمة الدول التي تعاقب على المثلية بلدانا إسلامية بينها باكستان وأفغانستان وإيران.
ولكن البيروقراطية الأوروبية اصطدمت منذ البداية بالسؤال الصعب والمحير: كيف يمكن الاقتناع بأن طالب اللجوء شاذ جنسيا فعلا، أو أنه يتظاهر بذلك طلبا للإقامة في أوروبا.
وأجريت اختبارات نفسية خاصة في هذا الاتجاه، وفي يناير الماضي، حظرت المحكمة الأوروبية في لوكسمبورغ التحقق من مدى المثلية على أساس شكوى قدمها مهاجر نيجيري، رفضت هنغاريا منحه اللجوء وفقا لنتائج الاختبار النفسي.
واعتبر المهاجر، أن الاختبار شكل تدخلا صارخا في حياته الشخصية ولا يتوافق مع وثيقة حقوق الإنسان الأوروبية.
وقالت المحكمة، إن الموظف المسؤول عن قبول أو رفض الطلب يمكنه على هواه، تقييم مدى صدق المعلومات التي يقدمها طالب اللجوء لتصبح الكلمة الفصل والقرار النهائي بيد موظفي الهجرة.