قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، الأربعاء 22 أبريل/نيسان، إن القوة العربية المشتركة يجب أن تكون قادرة على حماية الدول الأعضاء.
وأكد العربي في افتتاح اجتماع رؤساء الأركان العرب بمقر جامعة الدول العربية أن التحديات الراهنة تستوجب إنشاء قوة عربية مشتركة لن تكون حلفا عسكريا جديدا وليست موجهة لأحد.
وأضاف أن خصوصية المنطقة العربية تمنحها حق الدفاع عن النفس وفقا لميثاق الأمم المتحدة في إطار وضع تصور شامل للأمن القومى العربي.
وقد توافد رؤساء أركان الجيوش العربية الثلاثاء 21 أبريل/نيسان، إلى العاصمة المصرية القاهرة، لبحث تشكيل قوة عربية مشتركة تنفيذا لقرار القمة الـ26.
ويجتمع في الوقت الراهن رؤساء الأركان في مقر الجامعة لبحث سبل تشكيل القوة العربية المشتركة والمهام التي ستوكل إليها وكيفية تمويلها، ومن المنتظر أن يتم عرض توصيات الاجتماع على مجلس الدفاع العربي الذي يضم وزراء دفاع وخارجية الدول الأعضاء.
وسيكون الانضمام إلى القوة العربية المشتركة اختياريا، وأولى خطوات تأسيسها رهن بما سيقرره اجتماع رؤساء الأركان، الذين يبحثون في تحديد مهمات تلك القوة العسكرية وعقيدتها القتالية ونطاق عملها وتمويلها، إضافة إلى آليات تشكيلها.
وتضطلع القوة العربية المقترحة بمهمات التدخل العسكري السريع وما يوكل إليها من مهمات أخرى لمواجهة الأخطار التي تهدد سيادة أي من الدول الأعضاء فيها بما في ذلك التهديدات الإرهابية، وذلك بناء على طلب الدولة المعنية.
وأكدت مصادر مسؤولة بجامعة الدول العربية أن العديد من القادة العسكريين وصلوا إلى القاهرة من بينهم رئيس الأركان في القوات المسلحة بسلطنة عمان والفريق أول ركن مستشار الملك للشؤون العسكرية ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني، إضافة إلى رئيس هيئة الأركان البحرينية.
القمة العربية تتفق على تشكيل قوة عربية مشتركة
وكان البيان الختامي للقمة العربية الـ 26 التي عقدت في شرم الشيخ المصرية، أكد أن القادة العرب وافقوا مبدئيا على إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات وصيانة الأمن القومي العربي.
وأكد القادة العرب اتفاقهم على مبدأ التصدي للتحديات الراهنة، مشددين على ضرورة توحيد الجهود من أجل صيانة الأمن القومي العربي.
كما دعا إعلان شرم الشيخ، المجتمع الدولي إلى دعم الجهود العربية في مكافحة الإرهاب وعدم الازدواجية في مواجهة المجموعات الإرهابية الموجودة في عدد من بلدان المنطقة.
هذا ما أكده الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إذ تمسك بأهمية التضامن العربي لمواجهة التحديات، والوقوف وقفة حازمة أمام التهديدات المتعددة الأبعاد حفاظا على الأمن القومي العربي.
ولعل كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في افتتاح القمة العربية الماضية التي تزامنت مع العملية العسكرية “عاصفة الحزم” في اليمن انصبت في ذات السياق، حيث رحب الرئيس المصري بإنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة، قائلا إن المنطقة العربية تواجه “تهديدا وجوديا”، وعلينا التصدي للقضايا التي تواجه الأمن القومي العربي.
كما أضاف السيسي أن أطرافا خارجية تتدخل في دول المنطقة ساهمت في إثارة الأزمات، داعيا إلى مواجهة محاولات التدخل في شؤون الدول العربية، موضحا أن القضايا العربية اتخذت منحى غير مسبوق من الخطورة يستوجب وقفة موحدة وصارمة.
قوة عربية مشتركة في 4 أشهر وقادة الدول العربية ترحب وواشنطن تدعم
بدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إنه سيتم تشكيل القوة العربية المشتركة التي أقرتها قمة شرم لشيخ وتحديد مكوناتها وطريقة عملها في غضون 4 أشهر، مؤكدا أن هذه القوة المشتركة ستكون مهمتها التدخل العسكري السريع للرد في حال تعرض أي بلد عربي للإرهاب أو لاعتداء خارجي.
وأكد القادة العرب ضرورة بحث سبل المضي قدما ووسائل الدفاع عن الأمن القومي، في ظل الحروب مع “داعش” والقاعدة ومع وجود تدخلات قوى إقليمية ودولية متواصلة، مشيرين إلى أنها لحظة تاريخية للم الشمل العربي ومناقشة القضايا وتنفيذ القرارات التي تتخذ حولها بشفافية، لمواجهة التحديات في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الأمة.
ودعمت واشنطن مقترح إنشاء قوة عربية مشتركة، كاشفة عن استعداد البنتاغون للتعاون معها في المجالات التي تتوافق فيها المصالح العربية والأمريكية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إن القادة العسكريين الأمريكيين في الكويت يشجعون دول المنطقة الأعضاء في التحالف الدولي لمحاربة “داعش” والاضطلاع بمهام أخرى فيما يتعلق باليمن، مشيرا إلى أن ذلك سيغدو أمرا جيدا من أجل استقرار الشرق الأوسط، مؤكدا أن البنتاغون سيتعاون مع القوة المشتركة، إضافة إلى الشراكة الأمنية مع الكثير من البلدان على غرار السعودية والبحرين.
وجاءت تصريحات وزير الدفاع الأمريكي بعد يوم من إعلان القادة العرب نيتهم إنشاء قوة عسكرية موحدة للتصدي للتهديدات الأمنية المتزايدة.
وستكون القوات العربية المشتركة القوة الضاربة للقرارات السياسية ولتحقيق التوازنات الإقليمية، وعلى رأس أولوياتها حماية الأمن القومي العربي ومواجهة فزاعة الإرهاب المتنامي، فبعد أن نالت الدول العربية استقلالها في القرن الماضي، وفي خضم المخاطر والأطماع التي كانت تعصف بالمنطقة، وقعت 7 دول عام 1950 معاهدة الدفاع العربي المشترك ومن أهم بنودها، إعداد الخطط العسكرية ومواجهة أي اعتداء مسلح يقع على إحدى الدول الموقعة، وتشكيل لجان فرعية دائمة أو مؤقتة من بين أعضائها لبحث أي موضوع من الموضوعات الداخلة في نطاق اختصاصاتها.
إلا أنه ومنذ توقيع المعاهدة وحتى اليوم لم يتم تشكيل غرفة عمليات مشتركة أو قاعدة انطلاق، وبالرغم من الحروب والأزمات التي خاضتها الجيوش العربية، فإن القوة العربية بقيت حبرا على ورق.
وفي انتظار بلورة شكل القوة ومهمتها وأهدافها وتعداد جنودها، ترتفع وتيرة التحديات التي تواجه المنطقة بشكل كبير، بدءا من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والأوضاع في السودان المنقسم، وصولا إلى تمدد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا وليبيا، إذ تعيش هذه البلدان حروبا دامية تهدد وحدتها وتنبئ بمستقبل داكن، والوضع نفسه في اليمن، الذي قادت السعودية فيه “عاصفة الحزم” على المسلحين الحوثيين.
يذكر أن إعلان شرم الشيخ دعا المجتمع الدولي إلى دعم الجهود العربية في مكافحة الإرهاب وعدم الازدواجية في مواجهة المجموعات الإرهابية الموجودة في عدد من بلدان المنطقة.