وسط توقعات وتحذيرات متزايدة بشأن الهجوم المرتقب للقوات السورية على المسلحين في محافظة إدلب، دعت الإمارات إلى مزيد من التدخل العربي في الأزمة التي تمر بها سوريا.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، في تغريدة نشرها اليوم السبت على حسابه الرسمي في موقع “تويتر”: “إن تجنيب إدلب مواجهة دامية تعرض المدنيين للخطر يمثل أولوية لنا وللمجتمع الدولي”.
وأضاف قرقاش مع ذلك: “أما تقلص نفوذ ووجود الدور العربي تجاه الأزمة السورية فبحاجة إلى مراجعة جادة وشاملة ودروس لا بد من استيعابها بمرارة وعقلانية”.
وتشكل إدلب المحاذية لجنوب غرب تركيا معقلا أخيرا للمسلحين في سوريا حيث تسيطر على أكثر من 70 بالمئة من أراضيها فصائل مسلحة على رأسها “هيئة تحرير الشام” (تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي سابقا)، وكانت المحافظة خلال السنوات الأخيرة وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين والمدنيين الذين تم إجلاؤهم من مناطق عدة كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة أبرزها مدينة حلب والغوطة الشرقية لدمشق.
وأشارت السلطات السورية مرارا في الفترة الأخيرة، بما في ذلك على لسان رئيس البلاد، إلى أن تحرير محافظة إدلب سيمثل أولوية بالنسبة للجيش السوري في عملياته المقبلة، وذلك وسط تحذيرات دولية بما في ذلك على لسان الأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا، من تداعيات محتملة كارثية لأي عملية واسعة في المنطقة بالنسبة للمدنيين المحليين الذين يقدر عددهم بنحو 4 ملايين شخص.
بدورها، أكدت وزارة الدفاع الروسية بصورة متكررة أن المجموعات المسلحة غير الشرعية الناشطة في إدلب تواصل انتهاكات نظام وقف إطلاق النار الساري بموجب اتفاق إقامة منطقة خفض التصعيد في المحافظة المبرم بين روسيا وتركيا وإيران.
وشددت روسيا على حق سوريا في تحرير كامل أراضيها من الإرهابيين، موضحة أن من الضروري حاليا الفصل بينهم وبين ما يسمى بالمعارضة المعتدلة في المنطقة، وهو ما تعمل عليه بالتعاون مع تركيا، التي تعتبر ممثلا للمعارضة المعتدلة في إطار عملية أستانا التفاوضية، فيما تجري هذه العملية دون مشاركة مكثفة من قبل الدول العربية رغدم دعوات الأمم المتحدة إليها وخاصة بلدان منطقة الخليج للإسهام في الفصل بين المتطرفين والمعارضين المعتدلين.