أعرب وزراء الخارجية العرب عن دعم بلدانهم للشعب الفلسطيني كقضية مركزية على الأجندة العربية المشتركة.
وفي بداية اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في الدورة الـ150 في القاهرة، شدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي ترأست بلاده الدورة السابقة، على أن القضية الفلسطينية تتصدر قائمة اهتمامات المملكة، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة.
وأعرب الجبير عن رفض الرياض القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بوضع مدينة القدس التاريخي والقانوني، وقال إن إطلاق العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود اسم القدس على الدورة العادية الـ29 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة كان تأكيدا على مركزية القضية الفلسطينية لدى الشعوب العربية.
وأعرب عميد الدبلوماسية السعودية عن تقديره للجهود المبذولة دعما لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” والحفاظ على دورها الحيوي.
من جانبه، حث وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد الذي تسلم رئاسة الاجتماع من الجبير المجتمع الدولي على حماية الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة التحرك بشكل واضح وعاجل للوقوف “كحائط” أمام قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها من تل أبيب.
وقال الوزير إن الموقف العربي ثابت تجاه القضية الفلسطينية كقضية العرب المركزية، ودان قرار واشنطن وقف دعم “الأونروا”، مشيرا إلى أنه يهدف إلى تقويض حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وينبغي سد العجز الذي تركه هذا القرار في ميزانية المنظمة.
بدوره، لفت الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إلى أنه لدى القرار الأمريكي بوقف تمويل “الأونروا” بعد إنساني أخطر يتعلق بحياة ملايين اللاجئين الفلسطينيين، مؤكدا على ضرورة التعاطي مع هذا القرار من واقع المسؤولية العربية الجماعية والتضامن الوطيد، سواء مع اللاجئين أنفسهم أو مع الدول المستضيفة لهم.
وقال أبو الغيط إن الحجج التي استغلتها الإدارة الأمريكية لتبرير قرارها تنطوي على معنى خطير، إذ تضرب الأساس القانوني والأخلاقي الذي قامت عليه قضية اللاجئين.
وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أن أبرز تحد يواجهه العالم العربي اليوم هو أن يحافظ على التفويض الممنوح لـ”الأونروا” ويمنع “الهجمة الشرسة التي تستهدف نزع الشرعية عنها وربما استبدالها بكيانات أخرى في المستقبل”.
وأعرب أبو الغيط عن قناعته بأن العالم العربي يحتاج اليوم إلى خطة دبلوماسية محكمة للحفاظ على التأييد العالمي القائم بالفعل للوكالة الأممية ودورها، قائلا: “وبحيث يبقى الموقف الأمريكي معزولا ومرفوضا، فنحن نحتاج إلى العمل على توسيع دائرة المساهمات الدولية في “الأونروا”، حتى لو جاءت هذه المساهمات في صورة مبالغ قليلة، فالمعنى السياسي هنا ينطوى على أهمية بالغة، وله دلالة كبيرة”.
وذكر أن العامل الرئيسي الذي يعزز الموقف الدبلوماسي العربي في مواجهة الآخرين لا يتمثل فقط في التزام دول المنطقة بسداد الحصص كاملة في “الأونروا”، بل وفي العمل على زيادة المساهمات بشكل معتبر، “وبصورة تقنع الآخرين بأننا نتولى أمورنا بأنفسنا، ونتحمل المسؤولية عن قضايانا العادلة، قبل أن نطالب الآخرين بالإسهام والمشاركة”.