يترقّب التونسيون ندوة صحفية وُصِفت بأنّها “غير مسبوقة”، ينتظر أن تشهد تقديم وثائق، قالت أحزاب تونسية إنّها “صادمة”، و إنها تؤكّد تورّط حركة النهضة “الإخوانية”، في اغتيال الناشطين اليساريين شكري بلعيد و محمد البراهمي.
واغتيل النائب بالمجلس الوطني التأسيسي، محمد البراهمي، أمام شقته يوم الـ25 من يوليو/تموز 2013، في ثاني اغتيال سياسي بعد الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين، شكري بلعيد، الذي تعرض للغدر في الـ6 من فبراير/شباط 2013.
وأعلن حزب التيار الشعبي التونسي، اليوم الإثنين، أنه سيكشف غدًا عما قال إنها وثائق صادمة تؤكّد تورط حركة النهضة “الإخوانية”، في اغتيال الناشطين اليساريين شكري بلعيد و محمد البراهمي”
سنوات من البحث
وأكّد القيادي بـ “حزب التيار الشعبي”، محسن النابتي، أن الوثائق التي سيتم الكشف عنها في ندوة صحفية، غدًا الثلاثاء، “هي تتويج لجهود سنوات من البحث في القضية”، مشيرًا إلى أنّ هناك وثائق صادمة، قال إنّها ستُقدّم للرأي العام.
ولفت النابتي، إلى أنّ “حزبه التيار الشعبي وحزب الوطنيين الديمقراطيين، فوّضا هيئة الدفاع عن شكري بلعيد و محمد البراهمي لتقديم كل القرائن اللازمة في القضية”.
و أضاف أنّ العالم سيكون غدًا على موعد مع حقائق بالوثائق، و أنّ الملفّ يضمّ عشرات آلاف الوثائق، وسيتمّ مدّ الإعلام والشخصيات الوطنية والمنظمات والأحزاب الوطنية بتقرير موجزحول الموضوع.
وقال إن التيار الشعبي التونسي المعارض، يعتبر أنّ ملف اغتيال بلعيد والبراهمي “قضية وطن”، مضيفًا: “لا يجب أن ننسى أيضًا مئات الضحايا من أبناء تونس العسكريين والأمنيين والمدنيين وعشرات آلاف الشبان، الذين تمّ تسفيرهم إلى بؤر التوتر بليبيا وسوريا والعراق وغيرها”.
جهاز سرّي
بدوره، أكد القيادي في “الجبهة الشعبية”، المنجي الرحوي، أن هيئة الدفاع في قضية اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي، ستكشف لأول مرة عن وجود علاقة عضوية بين حركة النهضة الإسلامية والاغتيالات.
وأضاف المنجي الرحوي في تصريح لإذاعة “شمس أف أم” المحلية ، أنه سيتم كشف هذه العلاقة “بالوثائق والمعطيات”، موضحًا أنه “سيتم الحديث عن جهاز سري ومكوناته وعناصره وآلاته وأدواته ووسائل عمله”.
وقال الأمين العام لحزب التيار الشعبي، زهير حمدي، إنه متمسّك بكشف الحقيقة حول حادثة اغتيال النائب بالمجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي، مؤكدًا على وجود قرار سياسي وإرادة متواصلة لإخفاء حقيقة الاغتيال.
اتهام الشريك في الحكم
وشدّد على عقد حزبي النهضة ونداء تونس لاتفاق يقوم على التشارك في الحكم بشروط وضمانات لكلا الطرفين، و أهم بنود الاتفاق عدم كشف حقيقة الاغتيالات السياسية في تونس.”
وأوضح زهير حمدي أن لجنة الدفاع عن البراهمي توصلت مؤخرًا إلى كشف وثائق مهربة، تؤكّد وجود عناصر إجرامية مجمّدة من قبل حركة النهضة اقترفت عدة اعتداءات.
وأكّد الأمين العام لحزب التيار الشعبي، أن القضاء أمر بإيداع المدعو عامر البلعزي في السجن؛ لتورطه في إلقاء المسدسات التي استعملت في اغتيال محمد البراهمي وشكري بلعيد.
وأضاف حمدي، أن أطرافًا وفّرت الحماية لعامر البلعزي؛ ما يدل على وجود أجهزة أمنية خاصة داخل حركة النهضة، لها علاقة بعمليات الاغتيال التي ارتكبت فترة توليها الحكم بين 2011 و 2014.