مغامرات حكام في ألمانيا

طلاق وتعدد الزوجات وعلاقات خاصة في سجل حياتهم
شرودر تزوج أربعة.. ويوشكا فيشر أيضا وزوجته الأخيرة من أصول إيرانية
كول ظل مرتبطا بشابة وتزوج منها بعد انتحار زوجته
فيلي برانت تزوج امرأة تصغره بعقود
ميركل تزوجت مرتين ولم تُنجب
زوجة فولف تخلت عنه لأنه استقال من الرئاسة
نشرت صحيفة “بيلد أم زونتاج” الألمانية،   نتائج عملية استقراء لآراء الألمان أجرتها مؤسسة “أمنيد” للاستطلاعات، حول الحياة الخاصة للقادة السياسيين في بلدهم. وكان ذلك، بعد طلاق عدد من السياسيين الألمان من زوجاتهم، حيث كانوا على التوالي: جونتر أوتينجر، رئيس حكومة ولاية بادن فورتمبيرج، والذي يشغل اليوم منصب مفتش المفوضية الأوروبية لقضايا الإنترنت، وهورست زيهوفر، رئيس حكومة ولاية بافاريا، وكريستيان فولف، الرئيس الألماني السابق.
وتولد الانطباع نتيجة لآراء الألمان، بأنهم، لا يتفقون مع حالات طلاق القادة السياسيين، وأن ذلك لا يلقى قبولا لديهم، بل هم يجدون أن السياسي يتمتع بمصداقية أكبر، حين تكون حياته الخاصة مستقرة، مما يساعده على التركيز أكثر على عمله السياسي. وحين أيد ذلك ثلثا عدد الذين شاركوا في عملية استقراء الرأي، كان الأمر سيان بالنسبة إلى ثلث منهم.
وأوضحت عملية استقراء الرأي أن الألمان الشرقيين الذين أيدت نسبة 71 بالمائة منهم، أن تكون الحياة الخاصة للسياسي الألماني خالية من المشاكل، هم أكثر تمسكا بالحياة العائلية من أقرانهم في الشطر الغربي. لكن هذه المسألة، تخص السياسيين بنفس قدر اهتمام المواطنين العاديين. خاصة وأن السياسيين الألمان الذين طلقوا زوجاتهم خلال أو بعد عملهم في السياسة، ينتمون إلى كافة الأحزاب الممثلة في البرلمان الألمان.
ومن أوائل السياسيين الألمان الذين ارتبطوا بزيجات أخرى، كان المستشار الراحل فيلي برانت، الذي تزوج من امرأة تصغره بعقود، حيث استمر زواجهما حتى وفاته في سبتمبر 1992، ثم ارتبطت بمسؤول مصرفي ألماني كبير.
أما هيلموت شميت، الذي خلفه في منصبه عندما استقال في عام 1974، بعد اكتشاف المخابرات الفرنسية، أن أحد معاونيه في ديوان المستشارية، كان عميلا لمخابرات ألمانيا الشرقية، فقد حصل الألمان لسنوات طويلة، على الشعور بأن المرأة الوحيدة في حياة هذا السياسي الذي لا يزال حتى اليوم، يصغي له الألمان عندما يعلق على الأحداث السياسية، كانت زوجته ذات الشخصية المتميزة “لوكي”. لكن شميت، البالغ 96 عاما من العمر اليوم، والذي دخن أكثر من مليون سيجارة خلال هذه الأعوام، فاجأ الرأي العام الألماني مؤخرا، في إشارته في كتابه الأخير بعنوان “ما أردت أن أقوله” أنه أقام علاقة أخرى، وقال أنه أقام خلال حياتهما الزوجية التي دامت 68 عاما، وكانا أشهر زوجين في ألمانيا. ولم يوضح شميت في كتابه، المدة التي استغرقتها علاقته مع امرأة أخرى، لكنه قال أن زوجته “لوكي” عرضت عليه الانفصال عندما علمت بهذه العلاقة، لكنه رفض الفكرة بصورة قاطعة. وحسب معلومات نشرتها مجلة “شتيرن” الألمانية، ارتبط شميت بعلاقة دامت فترة طويلة، مع مسؤولة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه. وتجدر الإشارة إلى أن شميت، كان يسخر من سلفه في المستشارية، فيلي برانت، بسبب مغامراته مع النساء، والآن أصبح الآخرون يسخرون منه، في نفس الوقت، يحترمونه لأنه أفلح في إخفاء علاقته مع امرأة أخرى لعقود طويلة عن الرأي العام الألماني.
أما سلفه في المستشارية، هيلموت كول، الذي شغل هذا المنصب ستة عشر عاما على التوالي، تبين أنه أقام علاقة خلال حياته الزوجية مع شابة كانت تعمل كمتدربة في ديوان المستشارية، واسمها “مايكي ريشتر”، وفي صيف عام 2001، عندما انتحرت زوجته “هانالوري” التي تزوجها عام 1960، ودام زواجهما أكثر من أربعين عاما، خرجت صوره إلى العلن وهو جنبا إلى جنب صديقته الجديدة، التي تزوجها لاحقا. وهي اليوم تعتني به بعد تقدمه بالسن وتعرضه إلى أزمة صحية حيث لم يعد يستطيع النهوض على قدميه، ونادرا ما يظهران في المناسبات العامة، حتى عندما تحتفل ألمانيا بتاريخ الثالث من أكتوبر من كل عام بعيد الوحدة، حيث يغيب كول الذي سيذكره التاريخ بأنه مستشار الوحدة الألمانية التي تمت خلال وجوده في السلطة عام 1990.
وعندما فقد كول، منصبه في أكتوبر 1998، وخلفه في منصبه، جرهارد شرودر، عُرف عنه أنه كان مزواجا، وخلال استلامه السلطة حتى نوفمبر 2005، طلق زوجته الثالثة، واقترن بالرابعة، واسمها “دوريس” وهي صحفية، يقال أن شرودر تعرف عليها خلال وجوده في المستشارية في مدينة بون، وكانت مرتبطة قبل ذلك بزميل لها ولهما طفلة، وقررت الانتقال إلى حضن المستشار شرودر. وكانت سيارة المستشار الاشتراكي الرسمية، من طراز “أودي” التي شعارها، أربعة خواتم معلقة ببعضها، الأمر الذي حول وصف السيارة إلى سخرية في المحافل السياسية والإعلامية في بون، وراج القول إن شعار السيارة يشير إلى زواج شرودر أربع مرات.
ولا يختلف عنه، يوشكا فيشر، نائب ووزير الخارجية في حكومة الائتلاف الاشتراكي الأخضر، فقد تزوج أربع مرات، إلى أن استقر مع الرابعة وهي ألمانية من أصل إيراني، حيث يقيمان معا في برلين.
وخلفت أنجيلا ميركل، المستشار شرودر، في نوفمبر 2005، وكانت أول امرأة تصل إلى هذا المنصب، حيث تشغل الآن ولايتها الثالثة، ولا يستبعد المراقبون أن تترشح لولاية رابعة في عام 2017. ورغم أن ميركل، التي لم تُنجب، ولدت قبل أكثر من خمسين عاما في مدينة هامبورج، إلا أن والدها الذي كان قسيسا، انتقل للعمل في ألمانيا الشرقية السابقة، حيث ترعرعت هناك في ظل النظام الشيوعي، إلى أن بدأت العمل السياسي في أواخر عام 1989 بعد انهيار جدار برلين، وكانت في حياتها السابقة قبل أن يعرفها الناس في الشطر الغربي، قد درست الفيزياء ونالت شهادة الدكتوراه، ولم تكن في صفوف المعارضة، لكن جماعات المعارضة استعانت بها خلال الفترة الأخيرة التي سبقت انهيار النظام في الشطر الشرقي، لأنها كانت تجيد الطباعة على الآلة الكاتبة. وكان ذلك بداية صعودها في العمل السياسي. ويقال أنها كانت معجبة بحزب الخضر الألماني، لكنها قررت الانتساب للحزب المسيحي الديمقراطي، لأنها أدركت أنها تملك فرصة أكبر لدخول المجال السياسي. وكانت ميركل التي كان اسمها أنجيلا كاسنر، قد تزوجت في عام 1977 من أولريش ميركل، الذي تحمل اسمه حتى اليوم، رغم طلاقهما في عام 1982. وتعرفت في عام 1984 على الكيميائي يواخيم زاور، وتزوجت منه في عام 1998. وكان هذا على علاقة وطيدة مع علماء إسرائيليين، الأمر الذي يفسره البعض بأنه أحد أسباب تحيز ميركل لإسرائيل منذ أن خطت مجال السياسة. ولزوجها الثاني، ولدان من زوجته السابقة. وتمتنع ميركل ووسائل الإعلام الألمانية عن الحديث عن علاقاتها السابقة.
أما طلاق كريستيان فولف، الرئيس الألماني السابق، من زوجته الثانية “بتينا” في عام 2012، فقد كان حديث الشارع الألماني. وكان فولف، وهو محام، وشغل منصب رئيس حكومة ولاية سكسونيا السفلى، قبل أن تطلب منه ميركل، الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، ليخلف الرئيس المستقيل، هورست كولر، قد طلق زوجته قبل أن يقترن بامرأة تعرف عليها اسمها “بتينا”. وعندما دخل الزوجان القصر الجمهوري في برلين، كانا أول زوجين شابين مما جعل الصحافة البرلينية تقارنهما بالرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي وزوجته جاكلين. لكن استقالة فولف من منصبه، نتيجة الحملة الإعلامية ضده، حيث يقول البعض أن صحافة دار النشر “أكسل شبرينجر” هي التي رتبتها بواسطة صحيفة البولفار “بيلد” لأنه قال في كلمته بمناسبة مرور عشرين عاما على استعادة ألمانيا وحدة شقيها، أن الإسلام أصبح جزءا من ألمانيا. ورفضت محكمة مدينة هانوفر في العام الماضي، كافة التهم التي وجهها المدعي العام في هانوفر ضد فولف، الذي حصل على براءته، لكنه فقد حياته الخاصة السابقة، إذ حينما تخلت عنه زوجته الشابة، التي أنجبت له طفل، بعد وقت قصير على استقالته من منصبه في عام 2012، لأنه اضطر للقيام بذلك، بعدما قرر المدعي العام مقاضاته على تهم باطلة، لكنه فعل ذلك ليحمي منصب الرئيس. وفي وقت لاحق قال إنه لم يكن ينبغي عليه الاستقالة من منصبه. وخلفه في منصبه، يواخيم جاوك، وهو قسيس سابق ينحدر مثل ميركل من ألمانيا الشرقية السابقة، الذي يعتبر أول رئيس، يعيش في القصر الجمهوري، مع شريكة حياته وهي صحفية سابقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *