دخلت الأعمال القتالية بين تنظيمي “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” المسلحتين في محافظة حلب السورية يومها الثاني مخلفة مزيدا من القتلى في صفوف الطرفين.
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعارض، الذي يتخذ من لندن مقرا له ويختص بمتابعة التطورات الميدانية في سوريا، بأن القتال بين التنظيمين في القطاع الغربي من ريف محافظة حلب استؤنف صباح اليوم السبت نتيجة هجوم من قبل “هيئة تحرير الشام” على قسم من قرية ميزناز وعلى منطقة كفر نوران، ما تسبب باندلاع الاشتباكات من جديد بين الطرفين بعد هدوء استمر لساعات.
وذكر ناشطون من المرصد أن حصيلة القتلى من التنظيمين وصلت حتى الآن إلى 6 أشخاص مناصفة بين “هيئة تحرير الشام” و “الجبهة الوطنية للتحرير”، بينهم قيادي عسكري، وذلك وسط استنفارات وتعزيزات مستمرة في محاولة التقدم من كل طرف على حساب الآخر.
وأضاف المرصد أن الأعمال القتالية هذه أسفرت كذلك عن مقتل 3 مواطنين من عائلة واحدة بينهم طفلتان من العائلة ذاتها .
وأشار الناشطون إلى أن هذه التطورات تأتي في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر في القطاع الغربي من ريف حلب بالتزامن مع استنفار تشهده المنطقة من قبل “الجبهة الوطنية للتحرير”، حيث أكدت مصادر متنوعة أن 3 أرتال من 40 سيارة وآلية تقل العشرات من عناصر التنظيم توجهت من ريف عفرين وريف حلب الشمالي الشرقي، إلى القطاع الغربي من ريف حلب لمواجهة “هيئة تحرير الشام”، التي هاجمت منذ الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة قرية كفر حلب الواقعة في القطاع الغربي .
وتسيطر الفصائل السورية المسلحة على مناطق عدة من شمال وغرب محافظة حلب حيث تخضع المدينة ذاتها للحكومة السورية منذ 2016.
وتمثل هذه الأراضي ساحة أعمال قتالية مستمرة بين المجموعات المسلحة بينها “الجبهة الوطنية للتحرير” المعارضة، التي أسست في مايو 2018 شمال المحافظة من الفصائل المتحالفة مع تركيا المسيطرة على أجزاء واسعة من المنطقة خلال العامين الماضيين جراء عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، و”هيئة تحرير الشام”، التي تشكل وحدات “جبهة النصرة” المصنفة إرهابية على المستوى الدولي قوتها الأساسية.