ورد في تقرير نشره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، أن المقاتلات الكرديات اللواتي لعبن دورا كبيرا في محاربة تنظيم “داعش” في العراق يتخوفن من التهميش بعد انتهاء الحرب على التنظيم.
ولفتت الباحثة هنار معروف إلى أن النساء الكرديات خدمن في قوات البيشمركة لعقود، وكن يتولين في المقام الأول مهام في مجال حفظ الأمن على الحدود وحماية ملاجئ النساء وتقديم الخدمات الطبية.
هذا الوضع تغير مع ظهور تنظيم “داعش” بقوة صيف عام 2014، ما تسبب وفق الكاتبة في انهيار “المحرمات والقيود الثقافية التي كانت تحيط في السابق بالمرأة”، ودفع بها إلى جبهات القتال الأمامية ضد “داعش”، لكن مع سقوط هذا التنظيم ظهرت مخاوف لدى المقاتلات الكرديات من عودتهن إلى “أدوارهن المحدودة السابقة“.
وأشار التقرير إلى أن النساء الكرديات تمكنّ من الانضمام إلى قوات البيشمركة منذ تسعينات القرن الماضي، حين شكّل الاتحاد الوطني الكردستاني أول وحدة عسكرية نسائية بالكامل عام 1996، وارتفع عدد أفراد هذه الوحدة إلى أكثر من 500 مقاتلة.
أما عن الأدوار القتالية، فقد شهد شهر يونيو عام 2014 نشر أول مجموعة نسائية من البيشمركة في جبهة البشير، كما شاركت النساء الكرديات في عملية استعادة سد الموصل في أغسطس من نفس العام.
التحول الهام التالي حصل عام 2016 في مرحلة التخطيط لتحرير مدينة الموصل العراقية، حيث خضعت نحو 1000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18-40 عاما، وكن من وحدة “الزيرفاني” التابعة للبيشمركة، لتدريبات عسكرية مكثفة لمدة شهرين على أيدي قوات إيطالية في قاعدة كردية خارج أربيل.
وأشار التقرير إلى أن مغنية أيزيدية سابقة تدعى خاتون خيدر تمكنت من الفرار من مجزرة عام 2014، حصلت في يناير 2015 على إذن رسمي من حكومة كردستان العراق بتشكيل كتيبة من النساء اليزيديات، وأصبحت خاتون قائدا لهذه الكتيبة التي أطلق عليها اسم “قوة سيدات الشمس”.
هذه الكتيبة ضمت مطلع 2017 حوالي 200 امرأة مدربة من البيشمركة تتراوح أعمارهن بين 18و38 عاما.