أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وجود كل المقدمات الضرورية للارتقاء بالشراكة بين روسيا ومصر إلى مستوى جديد بما يخدم مصالح البلدين والحفاظ على الاستقرار في المنطقة والعام.
وكتب وزير الخارجية الروسي في مقال بصحيفة “الأهرام” المصرية: “هذا العام نحتفل بالذكرى الـ 75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا ومصر. وأصبح هذا التاريخ بداية لمرحلة جديدة وبالغة الأهمية للعلاقات بين الشعبين، والتي تعود جذورها لعمق التاريخ”.
وأشار لافروف إلى أن “شعبينا وحدا جهودهما أكثر من مرة في سبيل الأمثلة العليا للسلام والحرية والحقيقة والعدالة. ووقفنا كتفا إلى كتف أثناء أزمة السويس عام 1956. وكنا معا خلال “حرب الستة أيام” عام 1967، عندما اتخذ الاتحاد السوفيتي إجراءات ضخمة لتعزيز القدرات الدفاعية المصرية”.
وأكد أن “خبرة العمل المشترك المثمر والاعتماد على مبادئ الصداقة والثقة والاحترام المتبادل ومراعاة مصالح بعضنا البعض، تكوّن اليوم الأساس المتين لعلاقاتنا، التي وصلت إلى مستوى الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي”.
وتابع لافروف: “يتطور بوتائر حثيثة الحوار السياسي بيننا. ويتسمر التبادل التجاري بالنمو، وقد تجاوز الـ 6.5 مليار دولار. وبدأ تنفيذ المشاريع الكبرى مثل بناء المحطة الذرية وفق النموذج الروسي في الضبعة وإقامة منطقة صناعية روسية في السويس”.
وأضاف أن “تعاوننا في المجالين العسكري والعسكري التقني يسمح للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية المصرية بالتصدي للخطر الإرهابي بمزيد من الفاعلية”، مشيرا إلى الأشكال الجديدة للتعاون في هذا المجال، حيث جرت على أراضي روسيا ومصر في عامي 2016 و2017 مناورات عسكرية مشتركة.
وأكد الوزير اهتمام موسكو “بتوسيع الصلات الثقافية والإنسانية”، مشيرا إلى أن ما يساهم في ذلك هو قرار استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين موسكو والقاهرة، والذي تم التوصل إليه خلال زيارة الرئيس الروسي إلى العاصمة المصرية في ديسمبر الماضي.
وشدد لافروف على أنه “من المهم اليوم مواصلة بذل الجهود المشتركة الرامية إلى زيادة أمن مواطني بلدينا، بما في ذلك على وسائل النقل الجوية. وإنني على قناعة بأن ذلك سيسمح لنا بالوصول إلى مستويات جديدة في مجال السياحة”.
وفي معرض حديثه عن الحوار الروسي – المصري على الساحة الدولية، أشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه مبني على أساس “التمسك بصياغة نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدالة وديمقراطية، يستند إلى القواعد الأساسية للعلاقات الدولية المقرة في ميثاق الأمم المتحدة”.
وأضاف أن “موسكو والقاهرة تدعوان بشكل ثابت إلى تسوية الأزمات والنزاعات العديدة بطرق سياسية ودبلوماسية حصرا، وتوحيد المجتمع الدولي لمحاربة الإرهاب والتطرف وتعزيز نظام عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل”.
وأكد لافروف استعداد الجانب الروسي “لتكثيف التنسيق على مختلف الساحات المتعددة الأطراف، وقبل كل شيء بهدف الحفاظ على الأمن والسلام في الشرق الأوسط، ومراعاة حق شعوب المنطقة في أن تقرر مصيرها بنفسها”.
وخلص إلى القول: “بالتالي، من الواضح أن هناك كل المقدمات للارتقاء بالشراكة المتعددة النواحي بين روسيا ومصر إلى مستوى جديد، بما يخدم مصلحة ازدهار مواطنينا والحفاظ على الاستقرار العالمي والإقليمي. وسنواصل العمل المشترك مع أصدقائنا المصريين على تحقيق هذه المهمة النبيلة”.