تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقفه بأن الرواية السعودية حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بالرياض جديرة بالثقة، قائلا إنه من الواضح وجود خداع وأكاذيب فيها.
وأكد ترامب، في حديث هاتفي إلى صحيفة “واشنطن بوست” في ساعات متأخرة السبت، وجود تخبط في التفسيرات السعودية لمقتل خاشقجي، وقال: “يبدو أنه كان هناك خداع وكانت هناك أكاذيب”.
في الوقت نفسه، كرر ترامب موقفه بأن السعودية حليف هام جدا للولايات المتحدة، لا سيما في ظل أنشطة إيران بالمنطقة والعالم، وأبقى الباب مفتوحا إزاء إمكانية ألا يكون ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان متورطا في القضية.
وأوضح الرئيس الأمريكي: “لم يقل لي أحد إنه مسؤول، كما لم يقل لي أحد إنه غير مسؤول عما جرى، لم نصل بعد إلى هذه النقطة”.
ودافع ترامب في المقابلة عن صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر الذي يعرف بعلاقاته الشخصية الودية مع ولي العهد السعودي، مشيرا إلى أن كوشنر يقوم بعمل رائع.
ولاحظ الرئيس الأمريكي في الوقت نفسه أن كوشنر والأمير اللذين لم يبلغا بعد من العمر ثلاثين عاما لا يملكان خبرة كافية للتعامل مع السلطة التي تقع على عاتقهما، وقال إنهما “شابان ناشئان” من جيل واحد ويحبان بعضهما البعض على ما يبدو، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن صهره لا يعرف ولي العهد السعودي جيدا.
وشدد الرئيس الأمريكي على أنه ينبغي ألا تضر قضية خاشقجي بصادرات الأسلحة من الولايات المتحدة إلى السعودية في إطار عقود بقيمة 110 مليارات دولار أعلن عنها في العام الماضي، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستكون الخاسر الأول من انهيار هذه الصفقات “الأكبر في التاريخ”، وأوضح أن السعودية ستجد بسهولة بديلا عن الولايات المتحدة في روسيا والصين.
وأحدثت قضية خاشقجي الذي اختفى في الثاني من الشهر الجاري بعد دخوله قنصلية الرياض في اسطنبول صدى واسعا في العالم.
وبعد نحو أسبوعين من نفي السلطات السعودية مسؤوليتها عن اختفاء الصحفي، أقرت النيابة العامة السعودية، بعد تعرض المملكة لضغوط دولية قوية، بأن خاشقجي قتل جراء شجار واشتباك اندلع في القنصلية، مؤكدة توقيف 18 مواطنا سعوديا في إطار التحقيق بالقضية.
وأمر الملك سلمان بن عبد العزيز بإعفاء خمسة مسؤولين عن مناصبهم على خلفية القضية، بمن فيهم القحطاني ونائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري وثلاثة ألوية آخرين في الاستخبارات، وبتشكيل لجنة يقودها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإعادة هيكلة رئاسة الاستخبارات العامة.
ووصف ترامب الجمعة التفسيرات السعودية لمقتل الصحفي بأنها “جديرة بالثقة”، مرجحا أن الأمير محمد ربما لم يكن على علم بما حصل.