تواصل واشنطن إشعال بؤر التوتر في العالم تحت ذرائع مختلفة، فقد أعلن جوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي أن بلاده ستقوم بتسليم إسرائيل أحدث المقاتلات الأمريكية لضمان تفوقها العسكري
وإذا كان بعض المراقبين يرون أن الولايات المتحدة تزود إسرائيل بأحدث الأسلحة للحفاظ على تفوقها العسكري في الشرق الأوسط، ينظر آخرون إلى هذا الأمر على أنه بديهة لا تحتاج إلى إقرار أو تذكير، وثمة من يعتبر أن بايدن يدلي بمثل هذا التصريح المتزامن مع استئناف المفاوضات الإيرانية مع السداسية الدولية، ليبعث رسالة طمأنة إلى تل أبيب بأن واشنطن ستعمل على ضمان أمن إسرائيل في حال توقيع أي اتفاق نووي مع طهران، كما أن بايدن، المعروف بتراجعه الدائم عن تصريحاته، يلعب الآن دور محامي الشيطان، ليزيل مرارة تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما ردا على اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن بأنها تغامر بأمن إسرائيل عندما تعقد اتفاقات مع طهران.
جو بايدن، خلال حفل أقيم بمناسبة ذكرى قيام دولة إسرائيل، أكد أن الولايات المتحدة ستسلم إسرائيل خلال العام المقبل المقاتلة “جوينت سترايك فايتر إف-35″، وهي أروع ما لدى واشنطن، على حد تعبيره، وإمعانا في إزالة الجليد الذي تراكم بين تل أبيب وواشنطن، خلال الفترة الماضية، أكد بايدن على أن خطوة الولايات المتحدة هذه ستجعل إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك هذه المقاتلة التي تنتمي للجيل الخامس.
تصريحات بايدن ربما جاءت أيضا كرسالة إلى المفاوض الإيراني مع السداسية لتؤكد ضمن رسائل أخرى صدرت من الرئيس الأمريكي نفسه والتي تفيد بأن واشنطن مستعدة لكل الاحتمالات بشأن إيران، ومن جهة أخرى تأتي ردا مباشرا على إمكانية تسلم إيران منظومات “إس – 300” الدفاعية المضادة للصواريخ من روسيا، على الرغم من أن الولايات المتحدة أعلنت أنها كانت تتوقع مثل هذه الخطوة من جانب موسكو.
من جهة أخرى، سربت الإدارة الإسرائيلية تقارير إعلامية تفيد بأن تل أبيب يمكنها تزويد سلطات كييف بأسلحة في حال تلقت إيران “إس – 300” من روسيا، وكان رد موسكو واضحا ودقيقا، إذ صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن هذا الأمر شأن إسرائيلي، ولكن في حال تقديمها أسلحة فتاكة إلى كييف، فإن ذلك سوف يفاقم الأوضاع ويرفع من أعداد الضحايا.
يذكر أن إسرائيل كانت قامت بتزويد نظام ميخائيل سآكاشفيلي في جورجيا قبل أحداث 8 أغسطس/آب 2008 بطائرات من دون طيار، وقامت قوات أوسيتيا الجنوبية بإسقاط 3 منها قبل بدء العدوان الجورجي على أوسيتيا، بينما وجهت موسكو تحذيرات إلى تل أبيب بعدم التمادي في دعم الأنظمة العدوانية، ما استدعى اعتذارا رسميا من تل أبيب لموسكو.