يتبادل التحالف العربي بقيادة السعودية وجماعة “أنصار الله” الحوثيين الاتهامات بخرق نظام وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في محافظة الحديدة غرب اليمن اعتبارا من أمس الثلاثاء.
وأفاد موقع “سبتمبر نت”التابع لقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا اليوم بأن قوات التحالف رصدت انتهاك الحوثيين للهدنة في أكثر من ست جبهات، وذلك بإطلاق عشرات القذائف على منطقة كيلو 10 ومديريات الدريهمي وحيس والفازة والتحيتا والجبلية.
وتابع الموقع أن قوات التحالف لم ترد على هذه الخروقات التزاما بالهدنة.
وفي تصريح لوكالة “فرانس برس” اليوم، حمّل مصدر في التحالف الحوثيين المسؤولية عن 21 خرقا للهدنة، قائلا إن هناك مؤشرات على الأرض تشير إلى أنهم “اختاروا أن يتجاهلوا الاتفاق”.
وقال المصدر أن قوات التحالف ترد على هذه الانتهاكات عند الضرورة “دفاعا عن النفس”، وحذر من أن تأخر الأمم المتحدة في بدء عملها على الأرض في الحديدة يهدد بانهيار الاتفاق، لأن “المؤشرات الأولية غير مطمئنة”.
في المقابل، أكد الحوثيون عبر قناة “المسيرة” التابعة لهم صباح اليوم أن قواتهم لا تزال ملتزمة بوقف إطلاق النار، محملين التحالف المسؤولية عن خرق الهدنة بشكل متواصل.
وذكرت القناة أن مدفعية التحالف قصفت مدينة الشباب في مديرية الحالي، فيما تستحدث جرافات تابعة له تحصينات شرق المدينة، مضيفة أن قوات التحالف نفذت عملية تسلل إلى مواقع الجماعة في مثلث مقبنة جنوب حيس.
وأشارت القناة إلى التحليق المكثف لطائرات التحالف الحربية والاستطلاعية في سماء مدينة الحديدة ومديرياتها الشرقية والجنوبية.
وسبق أن حمّل المتحدث باسم قوات الحوثيين، يحيى سريع، أثناء مؤتمر صحفي عقده مساء أمس في صنعاء، قوات التحالف المسؤولية عن انتهاك الهدنة وقصف أحياء سكنية في مدينة الحديدة، مستغلة التأخر في إطلاق عمل اللجنة الخاصة بمراقبة الهدنة، وهي تضم ممثلين عن الأمم المتحدة وطرفي النزاع، وكان من المتوقع أن تبدأ عملها في غضون 24 ساعة منذ بدء سريان الهدنة.
وعلى الرغم من هذه الاتهامات المتبادلة، أفادت “فرانس برس” نقلا عن سكان محليين بأن حالة من الهدوء تعم مدينة الحديدة، إلا أن المواطنين يسمعون دوي طلقات مدفعية في السماء.
هذا وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم أن طرفي النزاع تبادلا قوائم بأسماء الأسرى تضم قرابة 16 ألف اسم، تمهيدا للإفراج عنهم بموجب الاتفاق المبرم في أول جولة حوار بين الحكومة والحوثيين منذ 2.5 عام اختتمت في السويد الأسبوع الماضي.
وأوضح المدير الإقليمي للصليب الأحمر، فابريزيو كاربوني، أثناء موجز صحفي، أنه من المرجح أن تشمل عملية تبادل الأسرى معتقلين خارج اليمن وبعض الأجانب المحتجزين داخل البلاد.
وأكد المسؤول أنه، في غضون 40 يوما من تاريخ توقيع الاتفاق (11 ديسمبر) ستُمنح للصليب الأحمر عشرة أيام لمقابلة هؤلاء المفرج عنهم وترتيب نقلهم، حسب وكالة “رويترز”.