بوابة العرب اليوم
بل أن ينطلق قطار قصب السكر في الصعيد علي خطوط الديكوفيل المتهالكة لم ينس القطار أن يحمل معه المعاناة والشقاء اللتين تفرضان نفسيهما علي كاهل مزارعي قصب السكر في محافظة قنا . ومحافظة قنا التي يزرع أهلها وحدهم 65% من إنتاج السكر في مصر فمع بشاير وبداية الموسم أتضح أن الشركة تصر علي كسر ظهر المزارع وليس كسر المحصول ولربما تكون السطور القادمة التي تعرض حجم المعاناة التي يتحملها مزارع القصب طيلة عام كامل والتي يظل خلالها منتظر الدولة لتسعده كآلاف الموظفين المنتظرين لعلاوتهم ينتظر الفلاح ومزارع القصب أيضا علاوته وأصبحت كل أحلام مزارع القصب هي أن يرتفع سعر طن القصب خاصة مع ارتفاع سعر العمالة اليومية بدءا من غرس العيدان مرورا بالتسميد وصولا للري وأخيرا الكسر والشحن .
وأيضا مطالبات المزارعين بتعديل بنود التعاقد بين مزارع القصب ومصانع السكر التي لم تعدل نصوصه منذ عام 1961 أي منذ أكثر من50 عاما ويطالب برفع نسبة الشوائب الي5% بدلا من2.5% لأن هذا يؤثر علي معدلات التوريد اليومية وهذا نص قديم في ذات العقد.
مزارعي قصب السكر تساءلوا كيف تستمر جمعية القصب في مص دم المزارع حتى الآن فهي تحصل مع مجلس المحاصيل السكرية علي21 مليون جنيه سنويا دون أن تقدم أي شيء للمزارع وتوزع مكافآت وعلاوات وهدايا من دم وعرق المزارع مطالبين بإيقاف ما يتم خصمه وهو جنيه ونصف علي كل طن فالمزارع لا يستشعر بشيء من جمعية القصب والاسم جمعية قصب ومقرها القاهرة. وفي السياق ذاته أثار قرار شركة السكر بنجع حمادي بإعادة تشغيل خط سكة حديد “الديكوفيل” الذي ينقل محصول القصب للشركة والممتد لمسافة 500 متر أمام مجمع مدارس قرية الحلفاية قبلي غضب أهالي القرية لتهديده حياة أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة من أبناء القرية وهو ما دفع الأهالي بتقديم بالعديد من الشكاوى للمسئولين ووزيري التعليم والصناعة محذرين من كارثة قادمة قد تعصف بأرواح العشرات من الطلاب وقد علمت الجريدة أن لقاءا قد عقد بين عدد من أهالي القرية وبعض مسئولي شركة سكر نجع حمادي الذين وعدوا بإيجاد حلول لتلك المشكلة ونقل خط السكة الحديد وعمل تحويله له بعيدا عن مجمع المدارس عقب انتهاء موسم الكسر في مايو المقبل . ويعد خط الديكوفيل الذي يمتد من مصنع سكر نجع حمادي إلى قرية الحلفاية لبضعة كيلومترات وعدد كبير من القرى من أقدم الخطوط التي تم إنشاؤها في خمسينيات القرن الماضي لمساعدة المزارعين في نقل محاصيلهم المزروعة بقصب السكر من الحقول والغيطان إلى المصنع بدون تكلفة مالية .
أهالي القرية أكدوا أن أكثر من 40 ألف نسمة من أهالي قرية الحلفاية قبلي بمدينة نجع حمادي يعيشون في خوف وقلق على أبنائهم من قطارات الديكوفيل التي تمر أمام مجمع المدارس لنقل محاصيل القصب التي أعادتها شركة السكر مؤخرا وسوف يتم تشغيل قطارات الديكوفيل عليها من نهاية شهر ديسمبر الجاري وحتى نهاية موسم العصير في شهر مايو المقبل. كما أنهم أرسلوا عددا من الشكاوى للوزارات المعنية لتحويل الخط لمسافة 1100 متر بعيدا عن الكتلة السكنية إلا أن الردود جاءت بأنه سوف يتم تحويل السكة الحديد عقب انتهاء موسم العصير. فيم أكد الكثير من الأهالي إلي إن خطورة الخط مضاعفة بسبب وجود منحنيات به مما يجعله غير ظاهر للمارة بالإضافة إلى تهالكه وعدم وجود إشارات به وأن الأراضي المقترحة للخط الجديد ملك للدولة وتابعة لوزارة الري موضحا أن مسئولي الشركة يختلقون الأعذار كما أنه في حالة عدم الاستجابة سيضطر الأهالي إلى تصعيد الأمر وجمع توكيلات لدعم مطالبهم المشروعة .
من جانبه قال مدير مصنع سكر نجع حمادي مجدي زيدان إن خط الديكوفيل أنشئ في خمسينيات القرن الماضي وبني الأهالي حوله والآن يطالبون بنقل الخط فجأة وهو ما يستحيل فعله مع قرب موسم العصير الذي يبدأ خلال الشهر المقبل وأوضح زيدان أن الديكوفيل هو خط لمساعدة مزارعي القصب ورفع المعاناة عنهم وهناك الكثير من القرى التي يمر الخط فيها أمام المنازل نتيجة زحف المواطنين العمراني حوله مشيرا إلى أنه عقب انتهاء موسم العصير سوف يتم عمل دراسة للمشروع حفاظا على أرواح الطلاب .
وكان محافظ قنا قد شكل لجنة فنية برئاسة رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة نجع حمادي ومدير شركة السكر لبحث شكاوي الأهالي الذين جمعوا توقيعات لتنفيذ مطالبهم وأجلت اللجنة البت في الشكاوي لحين موافقة وزارة الري وهي الجهة التابعة لموقع الخط الجديد وانتهاء موسم حصاد القصب.
