أطلقت أحزاب وقوى يسارية لبنانية، اليوم الأحد، صرخة تحت المطر في عدة مناطق، وسيّرت “مسيرات غضب ضد السلطة والوضعين الاقتصادي والاجتماعي” في مختلف المدن والبلدات.
وشهدت الضاحية الجنوبية لبيروت أمس مظاهرة مطلبية حاشدة هي الأولى منذ ثلاثين سنة، إذ أن الناس اعتادوا على الانطلاق في مسيرات دينية في هذه المنطقة التي تعتبر حكرا على قوى سياسية معينة، وقد تمكنت المظاهرة من أن تثبت عكس ذلك، فما من منطقة مقفلة أمام صرخة المواطن.
ولذا ليس من المستغرب أن يكون الحراك الشعبي بخطوته هذه مهدا لمسيرات مستقبلية لن تكون وجهتها النهائية ليس وسط بيروت بقدر ما قد تكون نحو بئر العبد وحي السلم، حيث آلام الناس تشهد على تقاعس الدولة.
بدوره، رئيس الاتحاد الوطني للنقابات في لبنان كاسترو عبد الله أثنى على هذه الخطوة واعتبرها بداية لكسر الجمود في الشارع عبر التوجه نحو مؤسسات الدولة والمراكز الحساسة والحيوية فيها، وبالتحديد نحو وزارة الصحة ووزارة العمل.
وقد كان بارزاً التجاوب الشعبي الذي لقيته المظاهرة من الناس، وشارك فيها عدد كبير من العمال الذين يعانون من الصرف التعسفي ومطالبهم ما زالت عالقة في مجالس العمل التحكيمية، وهم أتوا لرفع مطالبهم التي يتابع مسارها معهم الاتحاد الوطني.
أما الناشط والمحامي، واصف الحركة، فأكد أن “عنوان المظاهرة له ارتباط وثيق بأزمة النظام الذي نعاني من فشله، لا سيما على مستوى الطبابة والعمل، وهما مطلبان واضحا المعالم”.
وفي عاصمة الجنوب مدينة صيدا، تجمع المتظاهرون اليوم الأحد أمام مصرف لبنان وانطلقوا في “مسيرة الغضب ضد السلطة والوضعين الاقتصادي والاجتماعي”، إلى ساحة النجمة وسط المدينة، يتقدّمها النائب أسامة سعد وممثلون عن الحزب الشيوعي و”الحزب الديموقراطي الشعبي” وهيئات تربوية ونقابية وشعبية.
وفي البقاع، أقام الحزب الشيوعي، وقفة احتجاجية أمام سرايا زحلة، بمشاركة عدد من مناصريه وبعض هيئات المجتمع المدني ومنظمة العمل الشيوعي وقوى حزبية.
ورفع المحتجون شعارات عن الوضع الاقتصادي المرير، داعين إلى “الثورة على الدولة وأزلام السلطة”.
وتلا مسؤول منطقة البقاع الأوسط في الشيوعي، وليم العوطة بيانا باسم المتظاهرين قال فيه: “نحن المشاركون في اعتصام يوم الأحد 13 يناير 2019 في زحلة، نعلن رفضنا لكل الخطط والمشاريع والسياسات الاقتصادية والمالية الحالية والقادمة، من رفع الضريبة على القيمة المضافة، إلى زيادة تعرفة المحروقات والكهرباء، ووقف التوظيف في القطاع العام، إلى التقشف وخصخصة المشروعات الوطنية وضرب صندوق الضمان الاجتماعي وصناديق التقاعد وتهميش التعليم الرسمي والاستشفاء الحكومي، نعلن رفضنا لهذه المشاريع الهدامة التي سوف يدفع ثمنها العمال والموظفون والطبقة الوسطى والفقراء”.
وطالب بتطبيق خطط بيئية صحية عاجلة تخفف وتنهي تلوث نهر الليطاني وبحيرة القرعون والبردوني والأنهار الأخرى، ودعم القطاع الزراعي والصناعات المحلية وحماية ودعم المنتجات والسلع، وإصلاح البنى التحتية وشبكات مياه الشرب وتحديث شبكة الصرف الصحي.
وطالب المتظاهرون “بفرض ضريبة تصاعدية عادلة، وليس ضريبة جديدة على القيمة المضافة. وخفض رواتب النواب والوزراء والرؤساء الحاليين والسابقين، بمقابل رفع الحد الأدنى للأجور، ومكافحة البطالة وتطبيق قوانين العمل.
وتخلل الاعتصام انتشار أمني وعسكري أمام مدخل السرايا.
كما تجمع الحراك المدني أمام شركة الكهرباء في زوق مصبح في كسروان، وسط إجراءات أمنية مشدّدة.