استئصال الحرس الثوري الإيراني في معارك العراق والشام

      
ثمة حقيقة جامعة مانعة أفرزت عن مفرداتها العارية معارك الشرق القديم تمثلت في حالة الاستنزاف القاتل التي باتت تعيشه المؤسسة العسكرية الإيرانية وقواتها الضاربة المتمثلة في قيادة الحرس الثوري الإيراني الذي أضحى اليوم الذراع العسكري المباشر للتوجهات الستراتيجية العقائدية التبشيرية الإيرانية , فالحرس ومنذ أن نشأ في ظل معارك الحرب العراقية – الإيرانية الطويلة المرهقة “1980/1988? هومن يعبر عن هوية وتوجهات نظام الحكم الإيراني, فقد صقلت تلك الحرب خبراته وخففت من الاعتماد الحكومي على الجيش الحكومي غير المضمون الولاء, والذي نشأ وفقا لعقيدة شاهانية أريد لها الانقراض والتلاشي , أما الحرس الثوري, وتعبئة المستضعفين, فهو جيش الملالي العقائدي الذي تضخم دوره كثيرا في إيران, وتحول مؤسسة عملاقة من أكبر مؤسسات النظام بفروع ونشاطات مختلفة تجارية وسياسية وعسكرية وعقائدية وله ارتباطات تنظيمية مع العديد من المنظمات السياسية, وحتى الإرهابية في العالم , وهوالمؤسسة التي تحظى بعطف ورعاية وعناية الولي الفقيه الذي لايمكن معها أيضا أن يتم إنتخاب وإختيار أي ولي فقيه من دون رأيها المباشر! .
فهي عصب النظام ودماغه المركزي وذراعه العقائدي , ومع نشوء حالة الفراغ في الشرق بعد تغيير قواعد اللعبة وسقوط النظام العراقي وإنهيار الجيش والمؤسسة الأمنية العراقية وصول الأحزاب والجماعات التي رعاها ورباها وأسسها النظام الإيراني للسلطة في العراق بدءا من جماعة المجلس الأعلى “آل الحكيم” و”حزب الدعوة”.. وبقية الجماعات الطائفية التي تناسلت كالفطر السام في الجسد العراقي الهزيل وحيث تحول العراق اليوم محطة طائفية بشعة ورثة لكل نفايات التاريخ ورواياته الأسطورية, ولكل زعامات الدجل والشعوذة التي تحولت أصناما سياسية في بلد أضحى الفشل الكبير سمته العامة , وبعد الربيع العربي الذي إندلعت معه ثورات شعبية في شرق العالم العربي, وفي مقدمتها الثورة الشعبية السورية التي دخلت عامها الخامس بدموية رهيبة, ومع بداية الحراك الشعبي في العراق الرافض للطائفية, والباحث عن دولة العدالة والمواطنة, اهتز المشروع الطائفي الإيراني بقوة شعر معها الإيرانيون بالقلق والتوجس والرعب الشديد , ومما زاد في القلق الإيراني بداية إنهيار النظام السوري أمام ضربات الثوار الساحقة, وحيث بات عاريا ينتظر السقوط الحتمي قبل أن تقرر القيادة الإيرانية التدخل المباشر لحماية ودعم النظام ومنع سقوطه تنفيذا لآليات وبنود التحالف الستراتيجي بين النظامين ولحفظ المصالح الإيرانية الواسعة جدا في الشام ولحماية خطوط إمداد “حزب الله” اللبناني ولأسباب عديدة أخرى, مما أدى لإرسال قوات النخبة الإيرانية الحرسية المقاتلة لتخوض معارك الدفاع عن النظام, ولضرب معاقل المعارضة السورية المتقدمة في الشمال والجنوب , وهوالأمر الذي ترافق أيضا مع اشتداد حدة التوتر في العراق واندلاع المعارك ذات الطبيعة الطائفية الرثة, فكانت الساحتين العراقية والسورية بمثابة ميادين حرب لقوات الحرس الثوري التي تحول وجودها لوجود علني ومشرعن ومعروف للجميع , وكانت من أهم نتائج التدخل الحرسي الواسع هوتقديم الخسائر البشرية عبر توابيت الموت الإيرانية المرسلة عبر الحدود وقد تجاوزت المئات من العناصر , وكانت الضربة الأساسية للجهد العسكري الإيراني هوالنسبة العالية من الخسائر بين القيادات العسكرية الحرسية الإيرانية خلال الأشهر الأخيرة, وحيث بلغت خسائرهم عددا كبيرا من الضباط كان آخرهم الدفعة التالية :
العميد حسين بادبا من الفرقة 41 ثأر الله “قتل في معارك بصرى الحرير بدرعا في سورية!.
اللواء علي يزداني, رئيس كلية الهندسة العسكرية في جامعة الحرس الثوري, قتل في معارك تكريت في العراق!
العميد حبيب جنتي مكان, قتل في سامراء العراق.
الضابط رضا حاج كاركر بارزي قتل في دمشق.
محسن كمالي قتل في دمشق .
هادي كجباف قتل في معارك بصرى الحرير بدرعا.
وطبعا هذه الأسماء الأخيرة لا تشمل الطيارين أوالضباط الذين قتلوا في معارك تكريت الأخيرة, هذا عدا أعداد الأسرى في معارك الشام الأخيرة وما ينتظرهم أيضا من مصير بعد احتدام معارك تحرير المدن السورية, وفي مواجهة الانتفاضة العراقية أيضا , الخلاصة أن قيادات الحرس الثوري باتت تستأصل في معارك الشرق , والهزيمة الحتمية ستكون المصير النهائي للمشروع العدواني الإيراني, ولكل مؤسساته وأدواته وفروعه…الشرق على موعد مقدس مع هزيمة التخلف والطغيان والعدوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *