يعتمد جسم الإنسان لاستمرار بقائه على قيد الحياة تناول أنواع مختلفة ومتنوعة من الأغذية سواءً أكانت هذه الأغذية نباتية أم حيوانية ، فتناول الغذاء يمد الجسم بالعناصر الغذائية التي يحتاجها للقيام بوظائفه بصورةٍ سليمة ، ويعتبر الشعير من أهم أنواع الأغذية المفيدة ، ويصنف من النباتات العشبية التي تتبع الفصيلة النجيلية ، وقد ورد ذِكره في القرآن الكريم ، وهو من أقدم المواد الغذائية التي إستخدمها الإنسان في صنع الخبز ويُصنع منه أيضاً حساء التلبينة ، وهي سنة نبوية حيث أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بالتداوي والإستطباب بالتلبينة قائلا : “التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن” ، وقد سميت تلبينة تشبيها لها باللبن في بياضها ورقتها ، وقد أوصت التقارير العلمية الحديثة بالعودة إلى تناول الشعير كغذاء يومي لما له من أهمية بالغة للحفاظ على الصحة والتمتع بالعافية ، وتعدّ التلبينة من الكنوز التي أغفلها بصر الإنسان ولم تغفلها بصيرة النبوة … وقد تم استخدام التلبينة النبوية في علاج العديد من المشاكل والأمراض الصحية التي تصيب جسم الإنسان ، وأعتبرت أحد أنواع العلاج في الطب النبوي الذي يلجأ إليه الكثيرون حتى هذا اليوم ، وهي حساء يحضر من ملعقتين من دقيق الشعير بنخالته ثم يضاف إليها كوب من الماء ، وتطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق ، ثم يضاف كوب لبن وملعقة عسل نحل ، ومن فوائد التلبينة الصحية : علاج مشاكل النوم والاضطرابات مثل مشكلة الأرق التي تصيب الإنسان ، تلعب دورًا فعالًا في علاج الاضطرابات النفسية مثل مرض الإكتئاب ، المحافظة على معدل ضغط الدم في الجسم وتمنع ارتفاعه عن المعدل الطبيعي ، تعالج المشاكل الصحية التي تصيب الجهاز الهضمي مثل مرض القولون العصبي ، تعد العلاج الطبيعي الذي يشكل أهمية كبيرة في العلاج والتخلص من مشكلة إحتباس السوائل في جسم الإنسان فهي غذاء مدر للبول ، تساعد في رفع معدل نشاط وظائف الدماغ وتزيد من معدل تركيزه وتنشط الذاكرة ، تساعد على زيادة معدل نشاط الدورة الدموية في الجسم والتخلص من الكسل والخمول ، تحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية والشرايين وتقلل من نسبة الإصابة بالأمراض الخطيرة مثل النوبات القلبية ، تحافظ على صحة الكبد وتزيد من نشاط وظائفه ، تعمل على وقاية الجسم وزيادة مناعته ضد الأورام السرطانية وتحد من انتشارها في حال تم الإصابة بها … ورغم هذه المزايا الكبيرة للتلبينة إلا أن الإكثار من تناولها يتسبب في بعض الأضرار والمضاعفات الصحية تطرأ على جسم الإنسان بسبب مادة الجلوتين الموجودة في القمح الذي يعد المكون الأساسي في التلبينة ، وترتفع نسبة حدوث الأضرار عند الأشخاص الذين يعانون من مشكلة حساسية القمح ، ومن أبرز أضرار مادة الجلوتين على الصحة العامة : الإصابة بمشكلة الاضطراب الهضمي والتي تؤدي إلى حدوث مشاكل في جدار الأمعاء والإصابة بمرض فقر الدم ، إرتفاع نسبة الإصابة بمرض حساسية القمح ، الإصابة بمتلازمة القولون العصبي … لذلك يجب تناول ما يعادل طبق واحد صغير خلال اليوم الواحد ويفضل في وقت الظهيرة أي في منتصف اليوم .
ومجمل القول أن العودة إلى الغذاء الطبيع وما تم إستخدامه في الطب النبوي والبعد عن العلاج الدوائي بقدر الإمكان طريقنا للعودة إلى الحياة الصحية السليمة وتجنب الأضرار الناجمة عن ذلك بالإضافة إلى محبة الله والإلتزام بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .