أفاد موقع مقرب من القيادة العامة للجيش الليبي أن الكتيبة 177 في مدينة أوباري جنوب البلاد، تعرضت لهجوم من قبل مسلحين يعتقد أنهم يتبعون علي كنه، الضابط الكبير في الجيش الليبي السابق.
وكان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، القائد الأعلى للجيش، فائز السراج، قد اصدر أمس قرارا بتعيين الفريق ركن، علي سليمان محمد كنه، آمرا لمنطقة سبها العسكرية.
وتتزامن هذه الخطوة مع سيطرة وحدات من الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر على حقل الشرارة النفطي ومدينة أوباري في إطار عملية واسعة بجنوب غربي البلاد.
ويعد علي كنه من الضباط الميدانيين الكبار الذين ظلوا على ولائهم للنظام السابق، ويعتقد أن تعيينه آمرا لمنطقة سبها سيخلط الأوراق، ما يضع هذا الضابط في مواجهة المشير حفتر في جنوب البلاد، حيث يتمتع الضابط علي كنه بنفوذ نظرا لانتمائه إلى الطوارق الذين يتمركزون في عدة مناطق هامة في جنوب وجنوب غربي ليبيا.
والفريق ركن علي كنه يبلغ من العمر 74 عاما، ومسقط رأسه مدينة مرزق الواقعة
وتولى علي كنه عدة مناصب قيادية في عهد القذافي أهمها آمر منطقة سبها، وآمر لواء المغاوير، وآمر منطقة أوباري الدفاعية، وكان شارك في المعارك ضد الجيش التشادي في منطقة أوزو الحدودية عام 1987.
يذكر كذلك أن هذا الضابط الذي احتفظ بولائه للنظام السابق، وعمل على تشكيل وحدات عسكرية في الجنوب لأنصار القذافي، كان ضمن ما يسمى بحركة الضباط الوحدويين الأحرار التي شكلها القذافي أواخر الستينيات للإطاحة بالنظام الملكي الليبي عام 1969.
ولا يعترف هذا الضابط بالقيادة العامة للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، ويبرر ذلك بعدم وجود قيادة عسكرية موحدة بسبب الانقسامات السياسية، إلا أن موافقته على تولي قيادة منطقة سبها العسكرية تضعه مباشرة في مواجهة حفتر الذي سيطرت قواته على المدينة ومحيطها بشكل كامل مؤخرا.
وقبل يوم من تعيين علي كنه من قبل السراج آمرا لمنطقة سبها العسكرية، أصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بيانا أدان فيه حملة الجيش الوطني ضد قوات المعارضة التشادية والجماعات الإرهابية في المنطقة الصحراوية بجنوب غربي البلاد ، شاجبا ما وصفه بـ “التصعيد العسكري الذي يحدث في بعض مناطق الجنوب الليبي، والتي كان آخرها القصف الجوي الذي تعرضت له مدينة مرزق وضواحيها”.
وفي السياق ذاته، أمر السراج قائد المنطقة العسكرية الغربية أسامة الجويلي بإرسال قوة من حرس المنشآت النفطية إلى حقل الشرارة، بهدف تأمينه، إلا أن وحدات الجيش الوطني التابعة لحفتر سارعت إلى السيطرة على الحقل، ما يفتح الباب الآن لاحتمالات وقوع صدامات بين الجيش الوطني وقوات جويلي وكنه، الأمر الذي حذر منه عدد من الشخصيات والوجهاء المحليون في جنوبي البلاد.
في عمق الصحراء جنوب غربي البلاد .