أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا قلصت سلاحها النووي إلى أدنى مستوى وساهمت في نزع أسلحة الدمار الشامل وتزمع الاستمرار بالعمل في هذا الاتجاه.
وقال بوتين في رسالته إلى المؤتمر الدولي لمراجعة تطبيق معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الثلاثاء 28 أبريل/نيسان إن “روسيا تنفذ بشكل منهجي اتفاق عدم انتشار الأسلحة النووية بما فيه المادة السادسة، وقد قلصنا قدراتنا النووية إلى الحد الأدنى، ما يعتبر مساهمة ملموسة في النزع الشامل والكامل للسلاح، ونخطط لمتابعة العمل في هذا الاتجاه وكذلك المحافظة على التوازن بين تطوير الطاقة النووية السلمية وتعزيز نظام عدم الانتشار، بما فيه نظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
هذا وتلا ميخائيل أوليانوف، رئيس قسم عدم انتشار ومراقبة الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية مقتطفات من رسالة بوتين التي تم توزيعها في الأمم المتحدة، وأكد فيها الرئيس أيضا: “نسعى إلى التنسيق مع جميع الأطراف المعنية في إقامة قاعدة تعاون حديثة ثابتة وآمنة في قطاع الطاقة النووية”.
وقال بوتين في المؤتمر: “أعول على استعداد جميع الدول الأعضاء في معاهدة عدم انتشار السلاح النووي للالتزام بتعهداتها، وسيصبح ذلك بلا شك عاملا مهما في تعزيز السلم والأمن والاستقرار في كل الكوكب”.
من جهة أخرى قال ميخائيل أوليانوف خلال المؤتمر الدولي إن موسكو مستعدة للحوار حول قضايا نزع السلاح النووي بشرط أن يكون هذا الحوار جديا وخاليا من المعايير المزدوجة.
وأكد أوليانوف أن السياسة الأمريكية هي التي تحجب الطريق عن مواصلة تقليص الأسلحة النووية.
بان كي مون يطالب بإخلاء العالم من الأسلحة النووية
طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتصفية الأسلحة النووية بشكل كامل داعيا الوفود المشاركة في مؤتمر متابعة معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية إلى “العمل الدؤوب” لهذا الهدف.
وأعرب الأمين العام في كلمة تلاها بالنيابة عنه مساعده يان الياسون في افتتاح المؤتمر الاثنين 27 أبريل/نيسان عن “قلقه الكبير لأن عملية (نزع السلاح) تبدو متباطئة منذ خمس سنوات”.
كما ندد بـ”التقدم الخجول” من أجل إقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط وبـ”البرامج المكلفة لتحديث” الترسانات الأمريكية والروسية.
وأضاف أنه “بدل مواصلة المقترحات من أجل تسريع نزع السلاح النووي نشهد عودة خطيرة إلى عقليات الحرب الباردة”.
كيري: الولايات المتحدة ترغب في الانسحاب من سباق التسلح النووي
وفي هذا السياق، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن بلاده ستسرع عملية تفكيك الرؤوس النووية التي سحبتها من ترسانتها.
ولفت في كلمته أمام المؤتمرين إلى أن القوى العظمى “الآن أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق شامل” مع طهران.
كما وعد كيري الدول غير النووية التي تتهم القوى العظمى النووية بأنها لم تنزع أسلحتها بما فيه الكفاية، بأن واشنطن “عازمة على العمل معكم من أجل إقناع المشككين” بالرغبة الأمريكية في نزع السلاح.
وأكد أن الولايات المتحدة ترغب في “الانسحاب من سباق التسلح النووي”، منوها بأن بلاده فككت 10251 رأسا نوويا منذ 20 عاما وتعمل على تفكيك 2500 أخرى.
وتابع مستطردا: “يسرني أن أعلن اليوم أن الرئيس أوباما قرر أن تبذل الولايات المتحدة جهودا لتسريع عملية تفكيك الرؤوس النووية التي سحبتها من ترسانتها بنسبة 20%”، لافتا الى أن واشنطن مستعدة للتفاوض مع موسكو حول تقليص إضافي للترسانة الاستراتيجية حسب ما حددته معاهدة ستارت الجديدة عام 2011 بمعدل الثلث.
وقال إن “هذا الاقتراح ما زال على الطاولة ونحن نحث الروس على السير فيه”.
كما طالب الوزير الأمريكي كوريا الشمالية بتبديد القلق الدولي من برنامجها النووي، قائلا إنها “إذا لم تفعل ذلك فستزيد من عزلتها الدولية”.
يذكر أن المعاهدة التي دخلت حيز التنفيذ عام 1970، تضم 190 بلدا أو كيانا ولا تزال مفتوحة للتوقيع، وتعقد مؤتمرات متابعة كل خمس سنوات، وتنص على الحق الكامل لكل الدول المشاركة فيها بممارسة الأبحاث وإنتاج واستخدام الطاقة النووية لأهداف سلمية.
ومن الدول التي تملك سلاحا ذريا ولم توقع حتى الآن على الاتفاقية، الهند وباكستان وإسرائيل، كما انسحبت كوريا الشمالية من المعاهدة في 2003 وأجرت منذ ذلك الحين ثلاث تجارب نووية.