توجه بطريرك الموارنة بلبنان بطرس الراعي للاجئين السوريين اليوم بالقول: نحن لسنا ضدكم، نحن معكم… ونقول يجب أن تعودوا لوطنكم بكرامة لأن وجودكم بات يشكل خطرا علينا من كل الجوانب.
واستقبل البطريرك الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، أعضاء المجلس التنفيذي الجديد للرابطة المارونية برئاسة النائب السابق نعمة الله أبي نصر، وقال بحضورهم: “لا أريد على الإطلاق أن يفهم الرأي العام أننا ضد النازحين أبدا نحن معهم في العودة إلى وطنهم وتاريخهم. لديهم حضارة ليعودوا إلى ثقافتهم. واللعبة الدولية التي أشاعت الحرب وهدمت الحجر تريد أن تعيدهم وتربطهم بالحل السياسي. هذا ما أود قوله للسوريين: نحن لسنا ضدكم. نحن معكم. ونقول لهم يجب أن تعودوا إلى وطنكم بكرامة لأن وجودكم بات يشكل خطرا علينا من كل الجوانب”.
وتابع: “نحن مع صوت رئيس الجمهورية الداعي إلى الفصل الكامل بين الحل السياسي في سوريا وعودة النازحين. أما ربطهم ببعض فهذا أكبر خطأ في لبنان. مضى على الوجود الفلسطيني في لبنان 71 سنة والحل السياسي لم يأت”.
وألقى أبي نصر كلمة قال فيها: “سنتصدى لسياسة التغيير الديموغرافي ونتائجها السلبية على الكيان اللبناني عن طريق التجنيس، والتوطين، والتهجير، وعدم معالجة أسباب الهجرة، والتباطؤ بمعالجة معضلة النزوح السوري التي هي مسألة وجودية بامتياز بالنسبة للبنان”.
وفي الأثناء، أبلغ رئيس الجمهورية اللبنانية، ميشال عون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، أنه “لم يعد للبنان القدرة على تحمل تداعيات النزوح السوري على مختلف الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والحياتية، وبتنا كمسؤولين قلقين على بلادنا”.
وقال: “لقد وصلنا إلى الحد الأقصى للقبول بتحمل تداعيات وجود النازحين، ولا بد من العمل جديا لإعادتهم إلى المناطق الآمنة في سوريا والتي باتت شاسعة ويمكنها أن تستعيد أهلها”.
وأضاف: “لقد شاركت دول عدة في الحرب على سوريا وتريد أن تحملنا النتائج. لو خصصت هذه الدول 10 في المئة من تكاليف هذه الحرب لحلت مأساة النازحين، ولكانت ساعدت في حل مشاكلهم الإنسانية وتجنيب العالم المزيد من الأزمات”.
وجدد عون دعوته الأمم المتحدة والدول المانحة إلى “تقديم المساعدات للسوريين العائدين إلى بلادهم، لاسيما وأن ثمة مناطق سورية لم يصل إليها الدمار، وبالتالي يمكن لسكانها العودة إليها”، مشيرا إلى أن “أكثر من 172 ألف سوري عادوا من لبنان، ولم يصلنا أي تقرير يشير إلى تعرضهم لمضايقات أو ممارسات غير إنسانية”.