تظاهر عشرات المحتجين في شوارع دكا عاصمة بنغلاديش مطالبين بملاحقة المسؤولين عن إضرام النار بفتاة رفضت التخلي عن اتهام مدير مدرستها الإسلامية بالتحرش بها جنسيا.
وأكدت الفتاة المدعوة نصرت جاهان رافي (18 عاما) لشقيقها، أثناء نقلها بسيارة الإسعاف إلى المستشفى بعد وقوع الجريمة البشعة في السادس من أبريل الجاري، أنها استُدرجت إلى سقف مدرستها الإسلامية الريفية في بلدة فيني، حيث طالبها خمسة ملثمين بالتخلي عن اتهامها لمدير المدرسة، وحين رفضت ربطوا يديها وسكبوا عليها الكيروسين وأشعلوا النار فيها.
وتوفيت الفتاة في المستشفى بعد أيام متأثرة بحروق طالت 80% من جسدها.
واستدعت هذه الجريمة المظاهرات المطالبة بتحقيق العدالة وملاحقة الجناة، ولفتت الحادثة اهتمام الرأي العام إلى قضية حقوق المرأة في البلاد ذات الأغلبية المسلمة والتي يقدر عدد سكانها بـ160 مليون شخص.
وحضر آلاف المواطنين مراسم جنازة الفتاة في مسقط رأسها، وتعهدت رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد لعائلة الضحية بمعاقبة المجرمين.
وأعلنت الشرطة اعتقال 17 شخصا على الأقل، بمن فيهم طلبة، ضمن إطار التحقيق في الجريمة.
وأكدت اعترافات الموقوفين أن مدير المدرسة الذي كان وراء القضبان لحظة وقوع الجريمة، هو العقل المدبر لها، ووضع خطتها وأصدر التوجيهات إلى مؤيديه أثناء زيارتهم له في السجن، وكان يعول على أن تعتبر الشرطة الحادثة انتحارا.
ولم تعر الشرطة منذ البداية اهتماما مطلوبا للقضية وفشلت في حماية الفتاة، فأعفي قائد الشرطة المحلية لاحقا عن منصبه لإهماله لمسؤولياته.