.
سارع الجيش التركي، منذ 8 أبريل 2019، ببناء جدار عازل في محيط مدينة عفرين، وبالتحديد في قرية جلبل 8 كم جنوب شرق مركز المدينة.
وأضاف المراسل أن بناء الجدار تواصل أيضا في قرية مريمين 6 كم شرق المدينة، وكذلك قرية كيمار الأثرية 8 كم جنوب المدينة، مشيرا إلى أنه وفي حال إتمام بناء الجدار، فإن منطقة عفرين سيتم عزلها بشكل كامل عن سوريا وبالتحديد عن الريف الشمالي لحلب.
هذا وبلغ طول الجدار لحد اللحظة 2500 متر في قرية جلبل، وفي قرية مريمين 400 متر، و300 متر في قرية كيمار، وبارتفاع 3 أمتار، حيث يعمد الجيش التركي على إيصال الجدار من قرية جلبل إلى قرية مريمين في شرق عفرين وصولا إلى قرية قطمة، وقرية باصلة في جنوب شرق عفرين، ومنها إلى قرية كيمار في جنوب عفرين، وصولا إلى قرية الغزاوية في جنوب عفرين أيضا، علما بأن الظروف الجوية أعاقت تسريع عملية بناء الجدار.
وتأتي الخطوة التركية الأخيرة استكمالا لعدة خطوات أخرى استهدفت منطقة عفرين، منها التغيير الديمغرافي وتهجير نحو 75% من سكانها وإحلال آخرين مكانهم، بالإضافة إلى سرقة الممتلكات بما فيها موسم الزيتون، وكذلك حالات الخطف والاعتقال العشوائي وفرض “التتريك” في المدارس وتغيير أسماء القرى وربط المنطقة بولاية هاتاي (الإسكندرون)، وكذلك بناء أكثر من 200 نقطة عسكرية واستخباراتية في منطقة عفرين والكثير من الإجراءات الاستيطانية.
وبين مراسلنا، أن نحو 350 ألفا من أهالي عفرين تم تهجيرهم من قبل الجيش التركي والفصائل المسلحة المدعومة من قبله، فيما لا يزال نحو 50 ألف كردي موجودون في المنطقة في ظل أوضاع مأساوية واختطافات تتم بشكل يومي.
وكانت وزارة الإعلام السورية قد نشرت بيانا على صفحتها على “فيسبوك”، وقالت فيه إن “القوات التركية بدأت في بناء جدار إسمنتي يحيط بمدينة عفرين في ريف حلب الشمالي.
وأضافت أنه “مواصلة لجرائمها بحق السوريين وفي انتهاك جديد للقوانين الدولية، بدأت قوات النظام التركي بناء جدار إسمنتي في محيط مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، لعزلها عن محيطها الجغرافي الطبيعي كجزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، وتقطيع أوصال المنطقة عن بعضها”.
وذكرت الوزارة نقلا عن مصادر أهلية وتقارير إعلامية متطابقة، أن القوات التركية نفذت خلال الأسابيع القليلة الماضية عمليات هدم وجرف واسعة النطاق، لمنازل وأملاك المدنيين في قرية جلبل استكمالا لأعمال بناء جدار إسمنتي عازل، ابتداء من قرى مريمين شمالا إلى كيمار جنوبا فبلدة جلبل في الجنوب الشرقي، لسلخ مدينة عفرين عن مناطق شمال حلب
واستقدم الجيش التركي جرافات وآليات وبدأ بهدم عدد كبير من منازل المدنيين وبعض المؤسسات الخدمية، بما فيها خزانان للمياه، ومدرسة القرية، وكذلك اقتلع الآلاف من الأشجار، وبدأ بوضع الجدار الذي لا يزال العمل فيه مستمرا.
وأنه ومنذ سيطرة الجيش التركي على منطقة عفرين، في مارس عام 2019، مُنع أهالي العديد من القرى من العودة إليها، ومن بين تلك القرى قرية جلبل التي أصبحت خالية بشكل كامل من أهلها.