شهد مجلس الأمن الدولي مواجهة كلامية بين سوريا وتركيا، وبينما شنت الحكومة السورية هجوما حادا على أنقرة، قالت الأخيرة إنها لا تعترف بمندوب دمشق ممثلا عن الشعب السوري.
وحمّل مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، في كلمة ألقاها خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن عقدت اليوم الجمعة، لمناقشة قضية إدلب بطلب من ألمانيا وبلجيكا والكويت، حمّل الحكومة التركية المسؤولية الأساسية عن تصعيد الوضع في المنطقة.
وقال الجعفري إن تنظيم “هيئة تحرير الشام” (“جبهة النصرة” سابقا) “يستغل عدم التزام النظام التركي بتعهداته بموجب اتفاق خفض التصعيد وتفاهمات أستانا وسوتشي لفرض سيطرته على محافظة إدلب، وخلق بؤرة إرهابية تبتز الدولة السورية”.
وأضاف الجعفري أن اتفاق خفض التصعيد في المنطقة “مؤقت، وعلى الجميع أن يدرك أن الحفاظ عليه يستلزم التزام النظام التركي بإنهاء احتلاله مساحات واسعة من المناطق السورية والوفاء بتعهداته، ووقف دعمه التنظيمات الإرهابية في إدلب”.
من جانبه، تحدث مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فريدون سينيرلي أوغلو، الذي شارك في الاجتماع نظرا لاعتبار تركيا دولة ضامنة لعملية أستانا، عن عدد متزايد لخروق وقف إطلاق النار في إدلب من قبل “النظام السوري” الذي قال إن “عدوانه الأخير” في المنطقة قد يؤدي إلى تشريد مئات آلاف الأشخاص.
واتهم سينيرلي أوغلو الحكومة السورية “بالاستهداف المتعمد للمدنيين والمدارس والمستشفيات”، مستشهدا بحادث إصابة جنديين تركيين في إدلب، يوم 4 مايو الحالي بما وصف بهجوم من قبل القوات الحكومية.
وأضاف بالقول: “إن النظام السوري ارتكب جرائم متعددة ضد الإنسانية وتم تخطي الخط الأحمر كثيرا جدا، لا يمكننا تكرار نفس الأخطاء من جديد”.
وختم المندوب التركي بالقول: “أما كلمة المندوب السوري، فإنني لا أعترف به ممثلا شرعيا للشعب السوري، وبالتالي لن أمنحه شرف الرد عليه”.