قتل شخص وأصيب اثنان آخران بجروح، اليوم الأحد، جراء تعرض موكب وزير الدولة اللبناني لشؤون النازحين، صالح الغريب، لإطلاق نار من قبل أهالي بلدة قبر شمون بجبل لبنان، حسبما أفاد مراسلنا.
وفي اتصال مع الوكالة الوطنية للإعلام، أعلن الغريب أن مسلحين أطلقوا النار على موكبه وكان نفسه ضمن الموكب. وقال: “كنا في طريقنا في منطقة قبر شمون، وتفاجأنا بوابل من الرصاص”.
وفي تصريحات صحفية، قال الغريب لاحقا إن ما حدث “كان كمينا مسلحا ومحاولة اغتيال واضحة، وإطلاق النار على الموكب كان موجها إلى الرؤوس”، منبها إلى أن “شد العصب يوقع بالمحظور”.
وأشار الوزير إلى أن ثلاثة من مرافقيه أصيبوا بجروح وأن أحدهم في حالة حرجة. وأوردت الوكالة لاحقا أن أحد مرافقي الوزير توفي بعد الحادث متأثرا بجراحه. فيما نقلت وكالة “سبوتنيك” الإخبارية الروسية عن مصدر لها أن اثنين من مرافقي الوزير لقيا حتفهما نتيجة إطلاق النار، متأثرين بإصاباتهما.
وأوضحت الوكالة الوطنية للإعلام أن الحادث وقع خلال محاولة موكب الغريب المرور قرب صيدلية الحسام بين بلدتي قبر شمون والبساتين، خلال الاحتجاجات على زيارة رئيس “التيار الوطني الحر”، وزير الخارجية جبران باسيل.
وبحسب رويترز، فإن الغريب ينتمي إلى طائفة الموحدين الدروز، وهو مقرب من زعيم درزي مؤيد لدمشق، وقد وقع الحادث أثناء مرور موكبه عبر منطقة موالية لفصيل درزي منافس، يتزعمه رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وليد جنبلاط.
واستعرض الحزب الديمقراطي الاشتراكي روايته لتسلسل الأحداث، وتفيد بأن مرافقي الوزير الغريب هم الذين أطلقوا النار على المتظاهرين المحتجين على زيارة وزير الخارجية جبران باسيل، رئيس “التيار الوطني الحر” (الموالي للرئيس اللبناني، ميشال عون).
وقال الحزب إن إطلاق النار “العشوائي” من قبل مرافقي الوزير أدى إلى إصابة أحد الشباب المحتجين، “فرد بعض من كان يحمل سلاحا باتجاه مصدر النار دفاعا عن النفس فسقط مرافقان للوزير الغريب، وهذا أمر موثق بفيديوهات باتت بحوزة المراجع الأمنية”.
من جانبه، دعا زعيم طائفة الموحدين الدروز (والتي تشكل غالبية سكان جبل لبنان)، الشيخ نعيم حسن، أبناء طائفته إلى “الهدوء وعدم السماح بتحقيق أهداف المغرضين والمتربصين”.
وأجرى رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، سلسلة اتصالات شملت وزير الخارجية جبران باسيل، والمسؤولين في قيادة كل من الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديمقراطي، وقيادات قوى الأمن الداخلي والمخابرات العسكرية.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الاتصالات ركزت على “ضرورة تطويق الإشكال الحاصل في الجبل، وبذل أقصى الجهود الممكنة لتهدئة الأوضاع وإعادة الأمور إلى طبيعتها”.
فيما أجرى الرئيس اللبناني، ميشال عون، اتصالات لضبط الوضع الأمني في منطقة عاليه، ودعا المجلس الأعلى للدفاع إلى اجتماع قبل ظهر غد في قصر بعبدا.