كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن الجيش الأمريكي أغلق مركز قيادة العمليات الجوية والفضائية المشتركة التابع له في قاعدة العديد بقطر لمدة حوالي 24 ساعة، وسط تصاعد التوترات مع إيران.
وأشار تقرير نشرته الصحيفة أمس الأحد، إلى أنه تم تحويل المركز يوم السبت في عملية غير معلنة، إلى قاعدة شاو الواقعة على بعد نحو 11500 كيلومتر في ولاية كارولينا الجنوبية شرقي الولايات المتحدة، وهي المرة الأولي التي يجري فيها نقل هذا المركز إلى خارج المنطقة بعد تأسيسه في السعودية عام 1991.
وكانت عملية السبت هي المرة الأولى منذ 13 عاما التي لم تكن فيها قاعدة العديد هي النقطة المحورية، التي تقود مئات الطائرات الأمريكية بدون طيار والمقاتلات والقاذفات والطائرات الأخرى العاملة تحت القيادة المركزية الأمريكية (USCENTCOM) ، وهي قيادة عسكرية تمتد منطقة مسؤوليتها من مصر والسودان وكينيا غربا إلى أفغانستان وباكستان شرقا، والتي تضم إيران والعراق والسعودية.
ووصف التقرير نقل المركز من قطر بالرغم من كونه إجراء مؤقتا، بأنه “تحول تكتيكي كبير”.
وحسب التقرير، فإنه في حين يقول قادة سلاح الجو الأمريكي إن نقل المهام إلى قاعدة مختلفة كان طموحا طويلا يمكن تحقيقه الآن بفضل التكنولوجيا الجديدة، إلا أنه يأتي وسط تجدد التوتر مع إيران، لا سيما بعد إسقاط طهران طائرة مسيرة أمريكية فوق مياه الخليج في يونيو، واستهداف منشآت نفط سعودية في هجوم يشتبه بتورط إيران فيه في سبتمبر.
وقال اللواء شانس سالتزمان، نائب قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأمريكية إن “الوظائف التي يقوم بها مركز القيادة الجوية مهمة للغاية وضرورية جدا، لدرجة أننا لا نستطيع تحمل وجود نقطة فشل واحدة.”، مضيفا أن “الجوانب العملية للدفاع الصاروخي تجعل الحماية الكاملة مستحيلة”.
من جانبه، أشار العقيد فريدريك كولمان، قائد مركز قيادة العمليات الجوية في قاعدة العديد، إلى أن إيران أوضحت أكثر من مرة وعبر مصادر متعددة عزمها على مهاجمة القوات الأمريكية في المنطقة.
وخلص التقرير إلى أنه من خلال جعل عمليات القيادة والسيطرة “متحركة”، يمكن للولايات المتحدة أن تتعافى من هجوم محتمل بسرعة أكبر بكثير، كما أن هذه المرونة من شأنها أن تجعل المبنى الذي يحتضن المركز بـ”العديد” هدفا أقل قيمة، مما سيسمح للجيش الأمريكي بإعادة نشر أنظمة الدفاع الجوي لحماية منشآت بنية تحتية حيوية أخرى.