كشفت مصادر فرنسية أن القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، سلم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، ملفا عن المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا إلى العاصمة الليبية، طرابلس.
ووفق إذاعة ”فرنسا الدولية“ فإنّحفتر قدم للفرنسيين ملفا يتألف من مئات الصفحات تحتوي على معلومات عن المرتزقة السوريين، الذين نشرتهم تركيا في طرابلس، وكان بعضهم يهدف إلى الهجرة إلى أوروبا.
و أضافت أن اجتماع حفتر وماكرون الذي لم يتم الإعلان عنه مسبقا استمر لمدة ساعة، مشيرة إلى أن حفتر وعد خلاله بالتوقيع على وثيقة وقف إطلاق النار، تلك التي رفض التوقيع عليها في موسكو، ثم في برلين، ولكن بشرط أن تحترمها الميليشيات المسلحة.
ولفتت الإذاعة الفرنسية إلى أن اللقاء جاء بعد أقل من أسبوع من استقالة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة ، إذ حاولت فرنسا إعادة إطلاق الحوار السياسي الليبي مرتين منذ العام 2017، مشيرة إلى أنها تريد مرة أخرى استئناف جهودها للخروج من الأزمة.
و في السياق، أكّد محمود الفرجاني، المستشار الإعلامي للجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الليبي، في تصريح لإذاعة ”مونت كارلو“ الدولية، أن المشير خليفة حفتر بحث مع الرئيس إيمانويل ماكرون، خلال اجتماعهما في قصر الإليزيه، ملفات مكافحة الإرهاب وسبل إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا، بالإضافة إلى الخطر الذي يشكله نقل الـ“مرتزقة“ السوريين من تركيا إلى ليبيا، على كافة أرجاء أوروبا ومناطق جنوب الصحراء حيث تتركز المصالح الفرنسية، على حد تعبيره.
وأشار الفرجاني، إلى أن استقالة غسان سلامة التي أربكت المشهد، كانت دليلاً على فشل طرح بعض القوى الدولية التي كانت تروّج لفكرة أن الأزمة الليبية سياسية صرفا، بينما الواقع يقول إنها أزمة أمنية بالأساس.
و كشف محمود الفرجاني أن المشير خليفة حفتر أكد مجدداً للرئيس الفرنسي أن يديه ممدودتان بالسلام، لكن لا سلام مع ”المليشيات“ ولا مع ”الأجانب“ القادمين من تركيا لانتهاك الأراضي الليبية، موضحا أن مهمة الجيش الليبي، كحال جميع جيوش العالم، تتمثل في حماية الوطن وتأمين سلامة أراضيه وسيادتها.