شدد وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير، اليوم الإثنين، على أن ”ألمانيا ليست للبيع“، وذلك في أحدث رد رسمي على تحركات أمريكية لاحتكار الحقوق الحصرية لعقار ضد فيروس كورونا المستجد، يتم تطويره حاليا من قبل شركة ألمانية.
ويؤكد هذا التصريح على أن فصول ”الحرب البيولوجية“ بين ألمانيا والولايات المتحدة حول العقار المنتظر، لم تعد مقتصرة على تقارير إعلامية، بل وصلت إلى دوائر ومؤسسات صنع القرار المرموقة في البلدين اللذين يسعيان إلى تحقيق سبق علمي ضد فيروس يهدد مختلف دول العالم.
وقال وزير الاقتصاد الألماني، الحليف المقرب للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في رسالة باللغة الإنجليزية وجهها لواشنطن أثناء حلقة نقاشية استضافها الصحفي الألماني البارز جابور شتاينغارت: ”ألمانيا ليست للبيع“.
وكانت صحيفة ”فيلت ام زونتاج“ الألمانية، قد أفادت أمس الأحد، نقلا عن مصادر حكومية في برلين، بأن واشنطن عرضت على شركة ”كيور فاك“ الخاصة في مدينة توبينغن، الواقعة في ولاية بادن فورتمبرغ، جنوب غرب البلاد، مليار دولار للحصول على الحقوق الحصرية لعقار يتم تطويره حاليا.
ونقلت الصحيفة عن المصادر الحكومية الألمانية قولها، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقوم بكل ما هو ممكن، من أجل الحصول على اللقاح للولايات المتحدة الأمريكية فقط.
وردت الشركة التي تسعى إلى اكتشاف العقار المضاد لكورونا، بأن أي عقار مفترض ضد كورونا، سيكون للعالم كله وليس لدولة معينة.
بدروه؛ قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الإثنين، عبر تغريدة على تويتر، إن ”الباحثين الألمان رائدون في مجال تطوير الأدوية والعقاقير، ولا نستطيع أن نسمح للآخرين بالحصول على نتائج أبحاثهم حصريا“.
وأضاف ماس بقوله: ”سوف نستطيع هزيمة هذا الفيروس معا، وليس ضد بعضنا البعض“.
في هذه الأثناء؛ قال رئيس لجنة الصحة في البرلمان الألماني، ارفين روودل، في حسابه على تويتر إن ”المنافسة في هذا الوقت هي رسالة خاطئة“، مؤكدا على ”أهمية التعاون الدولي وليس الاقتصار على المصلحة الوطنية فقط، فالفيروس لا يتوقف عند حدود معينة، واللقاح كذلك لا يجب أن ينحصر عند حدود معينة“.
وكانت تقارير إعلامية، ذكرت أن شركة (كيور فاك) الخاصة نفت من جانبها، أنها تدرس إبرام عقد مع الولايات المتحدة، لتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد حصريا لأمريكا.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، كريستوف هتيش، في تصريحات لصحيفة ”مانهايمر مورغن“ الألمانية: ”نريد أن نطور لقاحا للعالم كله، وليس لدول بعينها“.
وتتاولت صحيفة ”التايمز“ فصول المنافسة الضارية بين ألمانيا والولايات المتحدة على الشركة التي يرجح أن تكون أول من يطور لقاح كورونا في العالم.
وفي حين أن أكثر من 20 شركة دوائية تتسابق لتطوير أول لقاح فعال ضد كورونا، فقد يكون لشركة ”كيورفاك“ الألمانية، الأفضلية بسبب تقنية تجريبية تسمح لها بتقديم العلاج الوقائي بجرعات صغيرة للغاية، الأمر الذي يبدو أنه لفت انتباه ترامب، عندما التقى بالرئيس التنفيذي للشركة خلال قمة في البيت الأبيض قبل أسبوعين.
وقال المتحدث باسم الشركة تورستن شولر، إن ”التوصل إلى لقاح ضد كورونا، يأتي على سلم أولويات الشركة منذ كانون الثاني/ يناير الماضي“، مضيفا أن الشركة ”واثقة من تقديم اللقاح حتى الصيف المقبل، حيث يمكن اختباره سريريا بعد ذلك“.
وقال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر، إنه سوف يتم مناقشة مسألة المنافسة بين برلين وواشنطن خلال اجتماع بشأن أزمة فيروس كورونا في برلين، في وقت لاحق اليوم الإثنين.