حذّر تقرير تركي الأحد، من أنّ ارتفاع حصيلة الخسائر التركية في مناطق النزاع خصوصا في ليبيا وسوريا وكردستان العراق، قد يؤدي إلى احتدام المعارضة الداخلية لسياسات الرئيس رجب طيب أردوغان.
ونقل التقرير الذي نشرته صحيفة ”أحوال“ التركية الأحد عن الخبير العسكري الكردستاني بول إيدون، قوله إن زيادة حصيلة القتلى التي عانى منها الجيش التركي في الأشهر الماضية قد تؤدي إلى معارضة داخلية أكبر للحملات العسكرية التركية خارج حدودها.
وأوضح إيدون أنه منذ بداية العام الجاري، شهدت تركيا ارتفاعا لافتا في عدد جنودها الذين قتلوا خلال العمليات في سوريا وليبيا وكردستان العراقية، حيث تنتشر قواتها، مؤكدا أنّه ”بالنظر إلى نفور تركيا من محاربة الخسائر فإن حصيلة القتلى يمكن أن تؤدي إلى معارضة داخلية أكبر لهجمات أنقرة الخطرة بشكل متزايد خارج حدودها”، وفق قوله.
وأكد إيدون أن التدخل العسكري التركي في ليبيا ازداد ثقلا في أوائل عام 2020، حيث نشرت أنقرة قوات لمساعدة حليفتها حكومة الوفاق في قتالها ضد قوات الجيش التي تسعى لتحرير طرابلس من الميليشيات والجماعات المسلحة المسيطرة عليها.
وتابع أنه رغم عدم مشاركة القوات التركية في ليبيا بقتال مباشر (من خلال الدفع بآلاف المقاتلين المرتزقة) إلا أن تركيا لا تزال تعاني أول خسائرها في ليبيا التي حدثت أواخر فبراير / شباط الماضي، إذ أكد الرئيس التركي رجب أردوغان أن بلاده خسرت ضابطين في ليبيا.
وتوقع الخبير التركي نشر بلاده قوات إضافة في ليبيا، إذا اشتعل القتال مرة أخرى مؤكدا أنّ “مثل هذا التطور سيؤدي إلى خوض أنقرة بشكل أعمق في المستنقع الليبي وتعريض قواتها لمزيد من الخطر”.
ورأى إيدون أنه مع تزايد نشر تركيا لقواتها في ساحات المعارك الأجنبية ستتكبد حتما المزيد من الخسائر ومن ثمة قد تجد أنقرة صعوبة متزايدة في تأمين الدعم المستمر من الجمهور التركي لهذه الحملات الأجنبية، مع مراعاة العدد المتزايد من التوابيت الملفوفة بالعلم التركي” وفق تعبيره.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان سجل قبل أيام مقتل المزيد من الفصائل السورية الموالية لأنقرة في المعارك الجارية في مناطق ليبية عدة، حيث لقي 9 مرتزقة مصرعهم خلال الساعات الماضية، وبعضهم جرى نقله إلى الأراضي السورية ودفنه ضمن مناطق نفوذ فصائل ”درع الفرات“ بالريف الحلبي، وبذلك بلغت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا 160 مقاتلا بحسب تقرير المرصد.