لقي تكليف رئيس جهاز المخابرات العراقي، مصطفى الكاظمي، اليوم الخميس، بتشكيل الحكومة المقبلة، ترحيبا أمميا وداخليا، في مؤشر على إمكانية إنهاء الجمود السياسي في البلاد.
وكلف رئيس الجمهورية، برهم صالح، الكاظمي، بعد أقل من ساعة على إعلان رئيس الوزراء المكلف السابق عدنان الزرفي اعتذاره عن مهمة تشكيل الحكومة؛ لأسباب ”داخلية وخارجية“، لم يفصح عنها.
ورحبت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، بتكليف الكاظمي، وقالت: ”نقدّر ونثمّن العمل الدؤوب الذي أداه عدنان الزرفي خلال الأسابيع الماضية، ونرحب بتعيين مصطفى الكاظمي لتشكيل حكومة جديدة“.
وأضافت في تغريدة على تويتر، أن ”حجم التحديات التي تواجه العراق حاليا، يتطلب قيادة موحدة تعمل بعزم عاجل“.
من جانبها، قالت حكومة إقليم كردستان، شمالي البلاد، في بيان، إن ”رئيس الحكومة مسرور بارزاني أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي“.
وعبّر بارزاني، خلال الاتصال عن ”دعمه للكاظمي للعمل معا؛ بهدف حل جميع ما تبقى من قضايا عالقة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية، بموجب الدستور“، وفق البيان.
بدوره، عبّر ائتلاف ”النصر“، بزعامة رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، عن أمله بـ“نجاح“ الكاظمي في مهمة تشكيل الحكومة.
وقال الائتلاف، الذي يشغل الزرفي منصب رئيس كتلته البرلمانية (42 من أصل 329)، في بيان، إنه على ثقة بأن الكاظمي ”سيخطو باتجاه العمل للتخفيف من واقع الأزمات المالية والصحية والجماهيرية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة“.
وأضاف أنه ”يثمن الموقف الوطني للزرفي (التنحي عن المهمة)، وتغليبه لمصلحة البلد ووحدة الموقف، وإدراكه للتحديات التي تتطلب المزيد من التلاحم الوطني“.
وأشار إلى أنه ”حريص على التفاهمات التي من شأنها تسهيل مسارات تشكيل حكومة جديدة، بعيدا عن أي وصاية خارجية“، في إشارة إلى توافق غالبية الكتل السياسية الشيعية والسنية والكردية على تكليف الكاظمي بمهمة تشكيل الحكومة.
والكاظمي، مستقل لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، تسلم منصب رئيس جهاز المخابرات الوطني، في يونيو/ حزيران 2016، خلال فترة تولي حيدر العبادي رئاسة الحكومة.
وسبق لخمس كتل شيعية أن أعلنت دعمها للكاظمي، وعلى رأسها ائتلاف ”الفتح“ (48 من أصل 329)، بزعامة هادي العامري، وائتلاف ”دولة القانون“ (26 من أصل 329)، بزعامة نوري المالكي، وتيار ”الحكمة“، بزعامة عمار الحكيم (19 من أصل 329).
كما أعلن رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، وتحالف ”القوى العراقية“ بزعامة رئيس البرلمان، محمد الحلبوسي (40 من أصل 329)، وائتلاف الوطنية، بزعامة إياد علاوي (21 من أصل 329)، أمس الأربعاء، دعم إسناد مهمة تشكيل الحكومة للكاظمي.
واعتبر بشير حداد، نائب رئيس البرلمان العراقي، أن ”الكاظمي يحظى بالدعم المطلوب لتمرير حكومته في البرلمان وإنهاء حالة الجمود السياسي“.
وقال الحداد في تصريح للصحفيين من أربيل (شمال): ”نأمل أن ينتهي الانسداد الذي تشهده العملية السياسية في البلاد، وأن تتشكل الحكومة الاتحادية المقبلة“.
وأضاف أن ”الكاظمي لديه مقبولية من الجهات والقوى السياسية الشيعية والكردية والسنية“، منوها إلى أنه ”يحظى بفرصة أفضل من المكلفين السابقين، محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، في مسألة تشكيل الحكومة“.
وتابع الحداد، أن ”المكلفين السابقين ومنذ البداية، لم يحظيا بتأييد جزء من البيت الشيعي، على عكس الكاظمي، فإن هناك إجماعا عليه“.
وأمام رئيس الحكومة المكلف مهلة 30 يوما لتمرير تشكيلته الوزارية في البرلمان، ويبدو أن مهمته ستكون يسيرة؛ نظرا لمعطيات التوافق حول اسمه.
وفي أول تعليق عقب تكليفه، قال الكاظمي في تغريدة على ”تويتر“: ”مع تكليفي بمهمة رئاسة الحكومة، أتعهد أمام شعبي الكريم، بالعمل على تشكيل حكومة تضع تطلعات العراقيين ومطالبهم في أولوياتها، وتصون سيادة الوطن وتحفظ الحقوق، وتعمل على حل الأزمات، وتدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام“.