تسود حالة من الغضب بصفوف التونسيين العالقين في قطر، بعد أن استثنتهم الحكومة التونسية من رحلات الإجلاء، فيما لا يزال المئات عالقين في تركيا حتى بلغ بهم الغضب حد الاحتجاج في اسطنبول، ما دفع الأمن التركي إلى قمعهم.
وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس الجالية التونسية في قطر الحبيب الخذيري، الاثنين، إن “التونسيين العالقين في قطر مستاؤون من استثنائهم من قرار الحكومة الذي صدر الأحد، المتعلق بتخصيص 11 رحلة لإجلاء التونسيين العالقين في عدة بلدان”.
وتوجه الخذيري بنداء إلى رئاسة الحكومة مطالبا بـ”التحرك سريعا لإجلاء أكثر من 200 تونسي عالق بقطر خاصة أن من بينهم عاطلون عن العمل ويرغبون في العودة بالإضافة إلى موظفي المهن الصغرى الذين تم إيقافهم عن العمل خلال هذه الفترة الصعبة”.
وقال عصام، وهو شاب كان قد سافر إلى قطر قبل أشهر للعمل في قطاع البناء، لـ”إرم نيوز”، إن “العاملين في قطاعات التشغيل الهشة في قطر يواجهون اليوم وضعا صعبا، فقد توقف كل شيء هنا وصار وجودنا بلا معنى، خاصة أننا لا نعمل ولا نتلقى رواتب”، مضيفا أن “استمرار هذا الوضع يهدد حياتنا”.
واتهم الحكومة التونسية بأنها “تخلت عن التونسيين في قطر بشكل غير مبرر، بعدم برمجة رحلة إجلاء للعالقين هنا”.
أما منير، الذي يعمل في قطاع الميكانيك، أوضح أن “التونسيين في قطر يواجهون اليوم وضعا صعبا فلا الحكومة التونسية أقرت رحلة إجلاء ولا السلطات القطرية نجحت في التوصل إلى حل يساعدنا في العودة إلى بلدنا”.
بينما أشار أحمد، وهو أستاذ تعليم ثانوي يعمل في قطر، إلى أن “حالة الاحتقان في تصاعد وعلى الحكومة التونسية أن تبادر إلى التدخل العاجل وإيجاد صيغة لضمان ترحيل التونسيين العالقين في قطر”.
بدوره، أكد النائب عن التيار الديمقراطي محمد عمار، في تصريح صحفي، أنه “وجه طلبا إلى الحكومة ووزارة الخارجية للشروع في إجلاء التونسيين العالقين ببلدان الخليج العربي إثر الانتهاء من عمليات إجلاء العالقين بمختلف الدول الأفريقية”.
والنائب عمار من الكوادر التونسية المقيمين في قطر، وقد شغل قبل انتخابه نائبا بالبرلمان، منصب المتحدث الرسمي باسم مجلس الجالية التونسية في قطر.
في السياق، يعيش التونسيون العالقون في تركيا وضعا مماثلا بعد أن تقطعت بهم السبل عقب إيقاف حركات الطيران الدولي منذ نحو أسبوعين، وعدم برمجة أي رحلة إجلاء من تونس.
ودفع هذا الوضع عددا من التونسيين إلى الاحتجاج أمام القنصلية التونسية في مدينة اسطنبول التركية، للمطالبة بإجلائهم إلى تونس ما دفع قوات الأمن التركية إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع ضدهم.
وأكد محمد أمين وهو أحد التونسيين المحتجين، في اتصال مع إذاعة “جوهرة” المحلية عدم تجاوب ممثلي الدبلوماسية التونسية مع مطالبهم، مضيفا أن القوات التركية اعتقلت مواطنيْن تونسييْن كانا ضمن المحتجين، متوجها بنداء إلى السلطات التونسية للتدخل العاجل لإجلاء كل التونسيين دون استثناء، خاصة بعد تفشي الفيروس بشكل كبير في عدّة مناطق تركية.
وأشار أمين إلى صعوبة الوضع الذي يعاني منه خاصة بعد طرده من قبل مُشّغله التركي، جراء تفشي كورونا، إضافة إلى وجود عائلات تونسية، في ظروف صعبة جدا.