اتهم نائب تركي سابق، رئيس بلاده، رجب طيب أردوغان، بانتهاج سياسة “مجنونة” في التعامل مع تفشي وباء كورونا، تركز على إنقاذ الاقتصاد وليس السكان وتعكس طبيعته الدكتاتورية.
واعتبر إيكان اردمير، أن “سياسات أردوغان الاقتصادية الخاطئة تسببت في تفاقم المشكلات المالية لتركيا واستنزاف مواردها، ما أدى إلى تزايد ديون الشركات، ونفاد احتياط العملة الصعبة، ما أسهم في تضييق الخيارات في التعامل مع تفشي الوباء”.
ورأى الكاتب في تقرير نشرته “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” في واشنطن، الاثنين، أن “نهج أردوغان الانتحاري في التعامل مع كورونا أدى إلى تسارع ارتفاع الإصابات بالوباء”، مشيرا إلى أنه “على الرغم من محاولات وزارة الصحة التركية للتقليل من عدد الإصابات إلا أن تركيا أصبحت الآن في المركز الثامن عالميا بعدد الحالات المسجلة”.
وتابع: “لو كان أردوغان مهتما بصحة شعبه أكثر من الاقتصاد لكان سعى إلى التعاون مع رئيسي بلديتي اسطنبول وأنقرة المعارضين، اللذين يحكمان ما يقارب 18 مليون نسمة، أي أكثر من سكان هولاندا، إلا أنه اختار المواجهة وعرقلة جهودهما”.
ولفت إيكان اردمير إلى أن “أردوغان بدلا من شكر رئيسي البلديتين سارع إلى انتقادهما بسبب إطلاقهما حملة تبرعات لمواجهة وباء كورونا دون استشارته”، مضيفا أن “الرئيس التركي أمر أيضا بإغلاق حسابات البلديتين وبفتح تحقيق جنائي ضدهما”.
وقال النائب التركي السابق: “الحقيقة أن سلوك أردوغان يعكس رغبته القوية بأن يظل الحاكم الوحيد لتركيا حتى خلال وباء يستدعي تعاونا وثيقا بين جميع الأطراف. إن مثل هذا السلوك والتفكير من جانب رئيس دولة يعكس غيرة قوية من خصومه، وهذه هي سياسة الجنون بعينها”.
وأضاف أن “سوء الإدارة الكارثي لأردوغان وسعيه لوضع عقبات أمام السلطات المختصة والمسؤولين الصحيين لمنعهم من القيام بواجبهم كان لهما تأثير سلبي كبير على المواطنين الذين بدأوا أخيرا يشعرون بالغضب ولم تعد سياسات الرئيس الدكتاتورية ترهبهم”.
وأعرب عن اعتقاده بأن “التعافي الاقتصادي في تركيا بعد انتهاء الوباء سيكون بطيئا جدا مقارنة مع بقية الدول نتيجة سياسات أردوغان ووضع سمعته الشخصية قبل شعبه”.