أحبط الجيش الليبي هجومًا على مدينة ترهونة، جنوب العاصمة طرابلس، من قبل ميليشيات حكومة الوفاق المدعومة بمرتزقة أجانب، لتنتقل المعارك إلى مناطق أخرى، تبعد عشرات الكيلومترات من المدينة الإستراتيجية، وفق مصدر عسكري.
وحسب الضابط في عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الليبي، منصور الكاسح، فإن “جميع العمليات العسكرية الآن، خارج نطاق الحدود الإدارية لمدينة ترهونة، وأن عمليات المطاردة مستمرة إلى شرق وشمال المدينة”.
وقال الكاسح، إن “قوة تابعة للواء التاسع مشاة، سيطرت بشكل تام على محور الرحوميين، الذي يبعد 2 كيلو متر عن الحدود الإدارية لمدينة القربوللي من جهة الشمال الغربي، حيث لجأت إليه ميليشيات تابعة لمصراتة، بعد مطاردتها من تخوم ترهونة منذ يومين”.
وأضاف أن “عملية تأمين للشرق من ترهونة، يقوم بها الجيش الليبي، بتمركز الكتيبة 166 مشاة، حيث سيطرت على مثلث سوف الجين، ومثلث اشميخ، وسيكون من مهامها الأساسية تأمين مداخل بني وليد، وهي تعتبر المدخل الجنوب شرقي لمدينة ترهونة”.
وأشار إلى أن “طيران الجيش استهدفت رتلًا تحرك صوب مدينة الجميل جنوب زوارة، كانت وجهته محور العقربية 25 ، وأنه تم تدمير 5 سيارات مصفحة تحمل أسلحة متوسطة”.
تقدم في محاور طرابلس
وأوضح أن “محاور طرابلس شهدت تقدمًا للجيش الذي سيطر بشكل شبه تام، على حي بوسليم، وهو أكبر أحياء العاصمة طرابلس. كما تم بسط سيطرته على جزء جديد من حي الهضبة، وهو ما يعرف الهضبة القاسي”، مبينًا أن “العمليات التي اندلعت مساء الإثنين في محور عين زارة، أسفرت عن 5 قتلى من مليشيات مصراتة و8 آخرين يتبعون لمجلس شورى بنغازي و2 من مليشيات زوارة، و 5 عناصر تابعين لمليشيا الجويلي، كما استولت قوات الجيش على 3 مدرعات تركية وجراف تربة مصفح”.
وأفاد الكاسح بأن “طيران الجيش استهدف فجر الثلاثاء رتلًا لمليشيات الوفاق جنوب مدينة العجيلات، كان يستعد لتنفيذ هجوم على قاعدة عسكرية، وأن سرية من مدفعية الجيش استهدفت بالقصف، مخازن أسلحة في مدينة زوارة، وكذلك في مشروع الموز”.
تجدر الإشارة، إلى أن مليشيات حكومة الوفاق تسعى للسيطرة على مدينة ترهونة، التي تمثل الثقل الرئيسي لتواجد الجيش الليبي في مناطق الغرب.
وحسب متابعين للشأن الليبي، فإن قوات الوفاق غيرت من أسلوبها العسكري، نتيجة تولي ضباط أتراك إدارة عملياتها، وبدَل تركيزها على محور مطار طرابلس الدولي، بدأت في حشد عناصرها من مصراتة بمنطقة القربوللي، كما حاولت التقدم ناحية محاور القويعة، والنشيع والزطارنة، شرق العاصمة.
وأقحمت قوات الوفاق “قوة حماية ترهونة” في هجومها الرئيسي على المدينة، ووفق مصادر تابعة للوفاق، فإنها فتحت قنوات اتصال مع شيوخ ترهونة، لتحييد أبنائها عن القتال جنوبي طرابلس، إلى جانب قوات الجيش، وهو الأمر الذي نفاه مجلس أعيان ترهونة، في بيان صادر له، بعد محاولة الهجوم على المدينة.