تزداد الضغوط على الدوحة للكشف عن ملابسات وفاة الصحفي القطري فهد بوهندي، الذي قضى داخل سجنه في وقت سابق من شهر نيسان/أبريل الجاري، وسط مساعٍ حثيثة من النظام لإيجاد طريقة يتجاوز بها الأزمة، بعد الانتقادات الدولية التي يتعرض لها بسبب سجله السيئ في مجال حقوق الإنسان.
وبدا أن وفاة بوهندي الذي أوقفته السلطات القطرية منذ نحو 3 سنوات بتهم ترتبط بالتدوين على مواقع التواصل الاجتماعي، قد مرت دون أن تثير جدلًا واسعًا، قبل أن يجد عدد من المدونين الذين علموا بوفاته وأعلنوا عنها، تفاعلاً لافتًا وتضامنًا مع الشاب لمعرفة حقيقة ما يتم تداوله بشأن طريقة موته تحت التعذيب.
وسرعان ما انضمت وسائل إعلام عربية وعالمية بارزة، بينها قنوات تلفزة وصحف كبرى، مثل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لقائمة الباحثين عن ملابسات مقتل بوهندي الذي يبدو أنه قُتل بالفعل تحت التعذيب في السجن.
وأشارت وسائل إعلام تمولها قطر، وبينها موقع “عربي 21” الذي يتخذ من تركيا مقرًا له، إلى مقتل بوهندي، دون أن تتقصد فعل ذلك فيما يبدو، إذ إنها كانت تنتقد نشر قناة “العربية”، صورة شخص برفقة خبر مقتل بوهندي ولا تعود له.
وبينما راح الموقع الإخباري القطري ووسائل إعلام أخرى تتبع الدوحة، بالتركيز على ذلك الخطأ، وتسخر من نشر صورة شخص آخر بدلًا من صورة بوهندي، لم تنفِ جميعها صحة تقارير مقتله تحت التعذيب في السجن.
وراحت وسائل إعلام قطرية أخرى، تشكك بمصداقية منظمات حقوق إنسان وحريات، أعلنت مقتل بوهندي تحت التعذيب في السجن، لكنها لم تنفِ أيضًا حقيقة مقتله، أو تكشف أي معلومات عن مصيره.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إنه”بحسب تقارير صحفية، فإن بوهندي البالغ من العمر 37 سنة، تعرض للتعذيب حتى الموت في سجن بوهامور القطري الذي تم توقيفه فيه قبل 3 سنوات”.
وأضافت “بي بي سي”، اليوم الثلاثاء، في تقرير يشكل إحراجًا للدوحة التي تشكك في العادة بوسائل الإعلام التابعة لدول المقاطعة بحجة وجود دوافع سياسية في تغطياتها للشأن القطري، أن بوهندي “تورط في أعمال شغب في السجن بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا”.
وأكد الشيخ فهد بن عبدالله آل ثاني، وهو عضو في الأسرة الحاكمة لقطر، لكنه يعارض حكم الشيخ تميم بن حمد، ويقيم خارج البلاد، مقتل الصحفي بوهندي، وقال عبر تويتر:”نطالب عصابة #الدوحة بتسليم جثة #الشهيد_فهد_بوهندي لأهله أو الكشف عن مصير الجثة، هذه جريمة قتل ونحن متأكدون من وجود آثار تعذيب تسببت بوفاة هذا الصحفي الشاب رحمه الله، ويجب علينا الوقوف والتكاتف أكثر (كل في موقعه) لإسقاط هذه العصابة الإجرامية. للأسف #قطر تحت حكم المافيا”.
وكان الغموض يحيط بمصير الصحفي القطري منذ توقيفه بسبب ظروف اعتقاله، وغياب أي معلومات توفرها الدوحة عنه لمنظمات حقوق الإنسان، بينما تلجأ وسائل الإعلام لاستخدام صور قديمة له قبل اعتقاله، في ظل منع الصحفيين من الوصول للسجون ولقاء المعتقلين دون قيود.