اتهمت جهات عراقية عدة، اليوم الخميس، القوات الأمريكية، بإدخال عناصر تنظيم داعش من سوريا إلى العراق عبر مناطق حدودية تسيطر عليها.
وتأتي هذه الاتهامات، بعد قيام تنظيم داعش بشن هجمات خلال الأسبوعين الماضيين على القطعات العسكرية في مدن عراقية مختلفة، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من الجنود العراقيين.
وقال نائب الأمين العام لميليشيات “الابدال” التي تقاتل في العراق وسوريا، كمال الحسناوي، إن “القوات الأمريكية تسيطر على منطقة التنف، حيث لديها قاعدة عسكرية كبيرة على الحدود العراقية- السورية، بهدف مساعدة عناصر تنظيم داعش على دخول الأراضي العراقية والخروج منها”.
وذكر الحسناوي أن “القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي، تمكنت من اعتقال عدد من عناصر داعش، الذين تسللوا إلى العراق من سوريا، وأكدوا واعترفوا بأن دخولهم تم بمساعدة القوات الأمريكية، عبر منطقة التنف”.
وتابع “هدف القوات الأمريكية من إدخال عناصر تنظيم داعش إلى العراق، من أجل إعادة زعزعة أمن واستقرار مدنه، حتى تبقى هذه القوات لفترة أطول، بعد قرار البرلمان العراقي والحكومة العراقية، بضرورة إنهاء التواجد الأجنبي”.
إلى ذلك قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي كريم عليوي، إن “تقارير ومعلومات تصل إلينا، تؤكد وجود تعاون بين القوات الأمريكية على الحدود العراقية – السورية، وعناصر تنظيم داعش، لإدخال بعض هذه العناصر المهمة والمدربة إلى الأراضي العراقية بغطاء وحماية أمريكية”.
وبين عليوي أن “هذه التقارير والمعلومات، تصل أيضًا إلى الجهات الأمنية والعسكرية والحكومة العراقية بصورة عامة، لكن حتى اللحظة لم تتحرك على هذا الأمر الخطير، خصوصًا وأن داعش عاد بشن هجماته خلال الأيام الماضية، وهذا أمر خطير يجب التصدي له قبل اتساع أعماله”.
وشدد النائب العراقي على “ضرورة أن تكون المناطق الحدودية كافة بين القطعات العسكرية العراقية، لمنع تسلل أي عناصر من تنظيم داعش إلى الأراضي العراقية، خصوصًا أن القوات الأمريكية، ترفض الانسحاب من الحدود العراقية – السورية، بحجة تأمينها، لكن هي لها أهداف أخرى بهذا التواجد”.
من جانبه، قال مسؤول منظمة بدر في محافظة الأنبار، قصي الأنباري، في تصريحات صحافية إن “مناطق الشريط الحدودي تمثل مواقع رخوة أمام عناصر داعش الإرهابي وقوية أمام القوات الأمنية بسبب تواجد القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد والتي تراقب هذا الشريط وتفرض سيطرتها عليه”.
ورأى الأنباري أن “القوات الأمريكية تسيطر على بعض المناطق في الأنبار وتسمح من خلالها بدخول عناصر داعش الإجرامي إلى المحافظة، كما أن معظم الإرهابيين يدخلون إلى الأنبار عن طريق سورية وعبر المناطق التي تتواجد فيها القوات الأمريكية على الرغم من تواجد القوات الأمنية التي تفرض سيطرتها على المناطق الصحراوية والحدودية”.
بالمقابل قال السياسي العراقي مثال الألوسي، إن “هذه الاتهامات تدخل ضمن الصراع الأمريكي – الإيراني، خصوصًا أن الولايات المتحدة الأمريكية شكلت التحالف الدولي من أجل تحرير العراق من تنظيم داعش، فكيف تعمل على مساعدة هذا التنظيم لتخريب العراق من جديد؟”.
وبين الألوسي أن “هذه الاتهامات تأتي للضغط على الحكومة العراقية، لتنفيذ القرار الإيراني، الذي يدعو إلى إخراج كل القوات الأمريكية من العراق، وهذا القرار له تبعات كثيرة وخطيرة على مستقبل العراق والعراقيين”.
وأضاف السياسي العراقي أن “عودة نشاط تنظيم داعش في بعض المناطق العراقية، سببه، إيقاف دعم التحالف الدولي للعراق في حربه ضد داعش، فهذا التحالف كان يقدم معلومات وينفذ ضربات مهمة ويراقب المناطق الصحراوية والوعرة التي يستخدمها داعش، وهذه المناطق لا تستطيع القوات العراقية مراقبتها بشكل دائم أو تأمينها، كما كان يفعل التحالف الدولي”.