الحكومة الفلسطينية تقطع مساعداتها لغزة بعد طرد أمن حماس لموظفيها

اندلع سجال عنيف بين قطبي وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك بعد طرد الأمن التابع لحركة حماس موظفي الوزارة من أماكن عملهم بغزة، ومنعهم من دخول المقر الرسمي للوزارة.

وأدى السجال إلى إعلان وزارة التنمية الاجتماعية، وقف كافة برامجها الإغاثية في القطاع؛ لعدم تمكن موظفيها من العمل، وتقديم المساعدة للأسر الفقيرة، مشيرةً إلى أنها لن تتمكن من تقديم أي مساعدات للفقراء في الوقت الراهن.

واتهم مدير مكتب وزير التنمية الاجتماعية للمحافظات الجنوبية، لؤي المدهون، القيادي في حركة حماس، غازي حمد، بالانقلاب على الاتفاق الذي جرى التوصل إليه مؤخرا بين قطبي الوزارة برام الله وغزة، قائلاً: إن “الإجراءات التي اتخذها غازي حمد صدمت المواطنين الذين عبروا عن سعادتهم وارتياحهم من وجود موظفي الشرعية”.

وأوضح المدهون في تصريح صحفي، أن المطلوب من غازي حمد الكف عن التصريحات الإعلامية، التي تضر بمصالح المواطنين، وكف يد موظفي حماس عن التدخل في برامج عمل الوزارة برام الله، مضيفاً: “على حماس الالتزام بما تم الاتفاق عليه سابقاً”.

وشدد المدهون على أنه بوجود موظفي السلطة داخل الوزارة، تم تصويب الكثير من الإجراءات والسلوكيات الإدارية الخاطئة، وآليات العمل التي كانت تخدم جهات حزبية في المحافظات الجنوبية، متابعاً: “تصويب عمل الوزارة بتعليمات من الوزير بما يخدم مصالح المواطنين، وتقديم الخدمات لجموع أبناء شعبنا الفلسطيني بغض النظر عن الهوية الحزبية، جعل غازي حمد ينقض على الاتفاق، وانتزاع صلاحيتنا وصلاحيات موظفي رام الله لصالح موظفي حركة حماس، ومتنفذيها داخل الوزارة لصالح حركته”.

بدوره، هاجم غازي حمد، القيادي في حماس، وزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني، قائلاً: إن “قرارات الوزير مجدلاني تدل على مدى التخبط والعنصرية والكراهية التي يتبناها الوزير ضد أهالي قطاع غزة”.

وأضاف: “هذه ليست المرة الأولى، فلدى استلام مجدلاني وزارة التنمية الاجتماعية قبل نحو عام، كانت أول خطوة قام بها ضد قطاع غزة، ودون أي مبرر، إغلاق البرنامج الوطني وتسريح أكثر من 100 موظف، وتحريض كثير من المؤسسات على وقف مشاريعها للقطاع”.

وتابع: “الصادم أن الوزير قام بهذه الخطوات العدائية فقط لصالح عضو في تنظيمه (جبهة النضال الشعبي) وللتغطية على أخطائه وخروقاته، مغلباً الجانب السياسي على أي جوانب إنسانية وأخلاقية، فقد وضع الوزير قطاع غزة ومئات الموظفين في كفة، ووضع عضو النضال الشعبي لؤي المدهون في كفة”.

وأكد حمد أنه سبق أن أرسل للوزير مجدلاني رسالة أوضح له فيها كل المخالفات والخروقات التي ارتكبها لؤي المدهون وسعيه إلى تخريب الاتفاق، لكنه تمسك بالأكاذيب التي سوَّقها له الأخير كونه من التنظيم نفسه.

بدوره، علق وزير التنمية الاجتماعية، أحمد مجدلاني، على السجال الدائر بالقول: إن “حركة حماس تريد للحكومة الفلسطينية أن تكون صرافاً آلياً لها”، مشيراً إلى أن ذلك لن يحدث في ظل الانقلاب الذي تقوده حماس منذ عدة سنوات.

وأضاف مجدلاني   أن الوزارة بصدد إصدار نشرة كاملة توضح حجم الأموال التي صرفتها الوزارة والحكومة الفلسطينية على قطاع غزة، مشدداً على أن حماس تتنكر للحكومة صرفها ملايين الدولارات على القطاع.

وتابع: “هناك فرق بين من يصرف على قطاع غزة بالجوانب الصحية والإغاثية والتعليمية، ومن يجبي الضرائب لحسابه الحزبي والفئوي، نحن نقدم الكثير للقطاع بالمقابل حماس تجبي الأموال ولا تقدم خدمات”.

وأمس الأحد، قال وكيل وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، داوود الديك، إن الوزارة اتخذت قراراً بوقف وتجميد كافة خدماتها وبرامجها في قطاع غزة حتى إشعار آخر، محملاً حركة حماس تبعيات هذا القرار.

وأوضح الديك، أن القرار جاء إثر إقدام الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس على منع موظفي الوزارة التابعين للحكومة الشرعية في القطاع من دخول مقر الوزارة بمدينة غزة.

يذكر أن حماس تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، كما أنها تمنع موظفي الحكومة الفلسطينية من أداء مهامهم الوظيفية في الوقت الذي يعاني فيه القطاع أوضاعا اقتصادية وصحية صعبة للغاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *