أقدمت صحيفة نيويورك تايمز، الاثنين، على إعادة نشر رسالة “استجداء” وصلتها من مكتب الرئاسة التركية، تطالبها بـ”الإشادة بما حققته تركيا من إنجازات في مكافحة كورونا”.
واضطرت وكالة الأناضول التركية، الاثنين، لنشر خبر يتحدث عن إرسال مكتب الرئاسة التركية رسالة للصحيفة الأمريكية، يندد فيها بعدم إشادة الصحيفة بما أسماه مكتب الرئاسة نجاح تركيا في محاربة كورونا”، بعد أن قامت الصحيفة بنشر نص الرسالة التركية على موقعها الإلكتروني.
واستهجنت الرسالة التركية عدم ذكر اسم تركيا في تقرير صادر عن الصحيفة الأمريكية، في الأول من شهر مايو/أيار جاء تحت عنوان “القادة الحقيقيون يظهرون عند الأزمات”، فيما كان الحديث بحسب ما ذكرته الوكالة الرسمية التركية “حول عدد من الدول مثل ألمانيا”.
ويبدو أن ذكر ألمانيا أثار حفيظة الإدارة التركية، وهو ما تسبب بردة الفعل “الغريبة” التي جعلت أنقرة تخاطب رسميا وسيلة إعلام أجنبية بشكل مباشر، لكي تنشر شيئا عما ترى فيه السلطات التركية “إنجازات” تستوجب الإشادة من وسائل إعلام خارجية.
الخطوة التركية جاء الرد عليها سريعا من الصحيفة الأمريكية، التي رأت في إعادة نشر نص الرسالة على موقعها، بمثابة الرد المهني، فأعطت الدولة التركية حق “الفرد” في الدفاع عن نفسه وتخصيص مساحة لذلك.
ويبدو أن نشر الرسالة قد أجبر مكتب الرئاسة التركية على إصدار بيان توضيحي، اضطر ناشره إلى كشف الطلب التركي الصادر من مكتب الرئاسة، والموجه لوسيلة إعلام خارجية، دون اتخاذ أي خطوات دبلوماسية بحسب البروتوكولات المرعية بين الدول والتي تتضمن عادة إجراءات كاستدعاء السفراء، أو حتى اتصال هاتفي بين الوزراء أو الرؤساء.
وحاول بيان الرئاسة التركية تلميع “الخطوة الغريبة” من نوعها، بتوصيف أكثر غرابة من الموصوف قائلا “فخر الدين ألطون أرغم نيويورك تايمز التي دأبت على تشويه سمعة تركيا في كل مناسبة، على تصحيح خطئها، من خلال إرساله رسالة، اضطرت الصحيفة لنشرها على موقعها الإلكتروني”.
وكانت وسائل إعلام غربية عديدة بينها نيويورك تايمز قد كشفت تكتم تركيا على العدد الحقيقي للضحايا جراء كورونا.
وتشهد تركيا تفشيا لوباء كورونا مع 129491 حالة إصابة، وأما الوفيات فوصلت إلى 3520 حالة وفاة حتى الثلاثاء.
ومع استمرار تفشي الوباء الذي أرهق القطاع الصحي في تركيا، واصلت الليرة التركية خسائرها يوم الثلاثاء، لتتراجع إلى مستويات قياسية متدنية بلغتها في أزمة العملة التي وقعت عام 2018، إذ تضررت بفعل مخاوف المستثمرين بشأن الأثر المالي والاقتصادي لجائحة فيروس كورونا.