..
برز التطرف الفكري في وقت مبكر من تاريخ المجتمع البشري، حتى قبل أن تتعقّد التركيبة الإجتماعية سواء في منظومتها الفكرية أو في بزوغ وسائل التواصل الاجتماعي ، لأن في أسباب التطرف الفكري ما ليس رهيناً بالتركيبة الإجتماعية المعقدة، و إنما يتجسد في البيئة الساذجة على وجه التحديد الذي يعيش في المتطرف. ولطالما وُجد التطرف الفكري لا محالة في الفرد و المجتمع، و إنما كظاهرة إجتماعية تتسع وتضيق حسب عوامل نشوئها، و حجم تفاعل هذه العوامل و تأثيرها . و لم يقتصر ذلك على صعيد معيَّن من أصعدة الحياة، و إنما يكاد يشمل أو يشمل بالفعل جميع الأصعدة، لأن التطرف الفكري يتحقق أينما تحقق سببه وعلى أي صعيد.
والتطرف الفكري هو الميل لافكار معينة أوردها المتطرف من خرجاته لدول ما. واعتناقها والايمان بها رغم انها تخالف ما اتفق عليه من قوانين وما اشتهر من اعراف كأسس العدل والحرية والمساواة.
ليكتسب مظاهر الانحراف الفكري المتمثلة في:
1- القدرة على التضليل و الخداع: ان يلقبون انفسهم بالزعماء او رموز الفكر المنحرف تضلل وتخدع صغار السن الأطفال باسقطابهم و الاميين من العامة و تغرر بهم باستعمال اللغة الانفعالية في التأثير عليهم و تغييرهم ويحرصون ان يربونهم وبعلمونهم من صغرهم على خلق الاقتناع في نفوسهم بأن ما يقوله هذا المتطرف أو هذا الزعيم من ورق من المسلمات وغير قابل للنقاش.
2- تشويه الحقائق: الفكر المنحرف يتسم دائماً بقدرته على قلب المفاهيم وتشويه الحقائق وطمسها، وتقديم أدلة وبراهين مغلوطة أو مناقضة للواقع، واستعمال الكلمات بمعان مُبهمة غير محددة أو بمعان متقلبة ومختلفة.
3- تبرير الغايات: يتحقق التصور الشرعي من التكليف بامتثال أوامر الامر واجتناب نواهيه، و لكنهم في خلاف ذلك فتراهم يقدمون النصح لأتباعهم باستخدام أي وسيلة متاحة في الصراع على السلطة و يبررون لهم سفك الدماء والتهديد بالقتل على انه جهاد في سبيل الله أو يلتزمون الناس وان عارضوهم يكفرونهم ليستحلوا دمائهم وأعراضهم.
4- التبسيط المختل: المنحرف فانه يعالج الأمور والأشياء بنظرة غير متوازنة، فينظر إلى توافه الأمور نظرة جدية وصرامة ويرى عظائم الأحداث بسطحية وتسفيه.
5- الميل إلى الخلاف والصراع بغية التعبير على الواقع المعيش الذي يعيشونه: اقتضت حكمة الله تعالى أن تختلف آراء الناس وأفكارهم في أمور الحياة، وسبب ذلك أنهم خلقوا أساسا مختلفين في الأمزجة والميول والرغبات، وهذه حقيقة لايدركها إلا أصحاب العقول السليمة. إن الفكر السـوي يُسلم بتعدد الأبعاد والرؤى ويعمل على التواصل مع الآخرين والانفتاح على العالم، والإفادة من خبراته وأفكاره دون صراع أو تسفيه، في الوقت الذي ينزع فيه الفكر المنحرف إلى الخلاف والصطدام مع الآخرين عند ظهور طيف أي خلاف حتى يسقط في يد العدالة.
6- التناقض الفكري – السلوكي: هذا انهم السنتهم و فكرهم الذي ينشرونه يقول شيئاً وافعالهم تقول شيئاً آخر مختلف و مناقض تماماً.
إن للتطرف الفكري وجهين، أحدهما مكشوف والآخر مقنَّع، فكما يوجد التطرف الفكري المكشوف و الذي يمكن تشخيصه دون تعقيد، كذلك هناك التطرف الفكري المقنَّع الذي تضيع معه البوصلة ويلجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي كذباب الكتروني ، لا سيما إذا اتخذ صيغة إنسانية ، و ظهر بوجه الناصح الامين، فيترك تأثيرا كبيرا و خطيرا في الشعوب والمجتمعات، و ربما يصل إضلاله حد تصور أنه النهج الصحيح، و ما عداه هو الشذوذ و الخطأ.
إن ظاهرة الغلو والتطرف الديني ليست وليدة الظروف الراهنة بل هي موجودة منذ القدم، حيث عرفت طوائف تخرج عن الإجماع وتتهم المجتمع بالكفر والزندقة وقذف المقدسات وتحريض أبناء الوطن ومن ثم تخرج عليه وتنصب له العداء. وهذا كله بسب الجهل: وهو مصدر كل الأخطاء، لأن الجاهل لايحكم عقله بل يندفع وراء عاطفته.ووجود بعض البدع والخرافات والعادات والتقاليد الخاطئة.وبروز مظاهر الانحلال والتفسخ في المجتمع بسبب التغيرات التي طرأت على البنية الاخلاقية، وهو ما ينتج عنه تطرفا معاكسا بالغلو والتشدد وبالتالي الضياع في متاهات التطرّف الفكري.والانتهاء وراء قضبان السجون . كون الظن وانتشار الإشاعة: عندما تنتشر الإشاعة في المجتمع، تصبح الساحة مسرحاً لتبادل الاتهامات والظن السيء بالناس، مما يُوسع الفجوة بين أبناء المجتمع الواحد، ويفتح الباب على مصراعيه أمام الأفكار التكفيرية وإلغاء الآخر. حيث حرصنا على الوقوف ضد هؤلاء برفع عدد من الشكايات ومتابعتهم والوقوف على الزج بهم ووضع حد لأعداء السلام وجمع كل البيانات بمساعدة الشرفاء والسلطات الأمنية المختصة بدون تنازل مهما حاولوا بطرق ملتوية الهروب من العقاب.