قتل 7 أشخاص على الأقل وجرح العشرات، مساء الثلاثاء، بمدينة كادوقلي (589 كلم) جنوب غرب البلاد، في صراع قبلي مسلح.
وفرضت السلطات المحلية حظرا شاملا للتجوال لثلاثة أيام في المدينة لأجل السيطرة على الأوضاع.
وتداول ناشطون صور ومقاطع فيديو لمعارك وقعت في السوق الرئيس لمدينة كادوقلي وبعض أحيائها ليل الثلاثاء.
وتصاعدت موجة الصراعات القبلية في أطراف البلاد خلال اليومين الماضيين، وسبقت كادوقلي، أحداث كسلا في شرقي البلاد، وفي دارفور، أدت إلى مقتل وجرح العشرات قبل أن تحتويها السلطات.
وفيما رجح ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، أن الأحداث المتسلسلة يقف وراءها منسوبو نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، أكد وزير الصحة أكرم التوم، ضلوع حزب البشير وأنصاره في الأحداث القبلية وتأجيج الصراعات والعنف بوساطة الدولة العميقة لأجل إلهاء الحكومة الانتقالية عن مهامها الأساسية.
وأفاد الأمين العام لحكومة جنوب كردفان، موسى جبر محمود، بوقوع أحداث مؤسفة في حاضرة الولاية كادوقلي يوم الثلاثاء.
وأكد سقوط عدد من القتلى والجرحى، وقال إن مجموعة من المتفلتين تسببوا في الأحداث في محاولة للفتنة بين مكونات المنطقة.
وذكر جبر في تصريح صحفي مساء الثلاثاء، أن لجنة أمن الولاية عقدت اجتماعا طارئا وفرضت حظر التجوال الشامل لمدة ثلاثة أيام بالمدينة لحين انجلاء الموقف، مع حرصها على الإغلاق الكامل لمداخل ومخارج المدينة، مشيرا إلى أن الأوضاع تحت السيطرة.
ودانت قوى إعلان الحرية والتغيير، الأحداث الدموية ووصفتها بالمؤسفة، وطالبت الأطراف بضبط النفس وإعمال الحكمة في حل الخلافات.
وقالت في بيان صحفي، إن الأحداث راح ضحيتها أبرياء، ويجب محاسبة كل المتسببين فيها، وأضافت أنها سلسلة من أحداث شبيهة ظل يعاني منها الوطن وإنسانه وتدل على سوء الإدارة وضعف أداء الولاة العسكريين.
وحمل بيان الحرية والتغيير بجنوب كردفان، القوات المسلحة مسؤولية ما جرى من أحداث بسبب تدخل كتيبة منها في ذلك الصراع، وأكدت أن الأحداث التي وقعت لم تأخذ أي شكل أثني كما ذكر.
وطالب البيان بالإسراع في تكوين حكومات الولايات المدنية، ومحاسبة كل المتورطين في الأحداث، وحمل الوالي ولجنة الأمن المسؤولية الكاملة فيما حدث من تفلتات أمنية.
واعتبر ما حدث أمرا مرتبا مع سبق الإصرار ومفتعلا وتم الإعداد له بشكل متقن ومقصود، وشدد على ضرورة محاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة عاجلا وفرض هيبة الدولة.
وقال البيان إن الأجهزة الأمنية تعاملت مع التحركات بلا مبالاة ولم يتم حسمها بشكل جيد.
وطالب نائب رئيس الحركة الشعبية – جناح عقار-، ياسر عرمان، القوات النظامية بحماية المدنيين في كادقلي وتشكيل لجنة تحقيق حكومية للتحقيق في الأحداث وتقديم الجناة للمحاسبة.وأفاد عرمان في بيان، أن الأحداث ذات النسق الواحد، من كسلا إلى كادقلي ودارفور وإلى ولاية الجزيرة؛ تضرب بعمق النسيج الوطني السوداني، وتضر بالسلام والسلم المجتمعي وتخلف آثارا عميقة وسالبة على عملية السلام والذي ينشده شعبنا وتعمل كافة الأطراف للوصول إليه.
وقال إن منطقة كادقلي على وجه الخصوص؛ هي منطقة من مناطق الحرب، والأحداث الحالية توسع دائرة النزاع ،وتضر ضررا بليغا بمستقبل التعايش بين مكونات جنوب كردفان
واتهم منبر حوار شباب جنوب كردفان (كيان محلي)، قوات نظامية بقيادة (الجاو) بالهجوم على المواطنين بسوق كادوقلي وقتل 5 أشخاص وجرح آخرون.
وقالت إن القوات هاجمت أيضا أحياء بالمدينة وقتلت 7 أشخاص دهسا بسيارات دفع رباعي.
وذكرت أن مجموعة من القوات أغلقت الطريق الرئيس المؤدي إلى مركز المدينة، وأطلقت النار على سيارة قائد قوات الدعم السريع بالولاية منعم إبراهيم وأصابت 4 من الحرس الخاص بجروح، وقتلت والده، كما قتلت سائق دراجة بخارية.