اعتبر عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، وزير الخارجية المصري الأسبق أن تركيا تشكل أكبر خطر على العالم العربي حاليا.
وقال في حديث تلفزيوني إن تركيا “تحركت عسكريا خلال الأيام الأخيرة في 3 مواقع في العالم العربي، في شمال العراق عبر غارات جوية، وفي شمال سوريا بوجود عسكري على الأرض، وفي ليبيا عبر وجود جوي وبحري ومرتزقة ومليشيات”.
وأوضح الدبلوماسي المخضرم: “نحن نواجه تطورا خطيرا جدا في المنطقة، وآخره قدرة تركيا على الوجود في أكثر من موقع في نفس اللحظة”.
ورأى أن تركيا “أخطر على العالم العربي من إيران نظرا لقدراتها الاستراتيجية، كما أنها عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولديها علاقة استراتيجية وضخمة مع الولايات المتحدة ومثلها مع روسيا، ولديها أيضا مصالح متشابكة مع الاتحاد الأوروبي”.
وأعرب موسى، عن اعتقاده بأنه “ما كان ممكنا أن تقوم تركيا بما تقوم به في ليبيا، وأن تعبر أجواء مياه المتوسط، وأن تتواجد هناك بقوات عسكرية ومليشيات ومرتزقة من دون موافقة القوى العظمى”.
وقال موسى إن هناك وجودا لقوى كبرى في ليبيا مثل الولايات المتحدة وروسيا ودول أوربية، و”ليس من الضروري أن تكون مصالح هذه القوى متناسقة، لكنها مجمعة على إبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه حتى يتم تدبير الأمور”.
وأضاف أن هذه القوى “تريد ألا يأخذ السراج كل شيء، ولا يأخذ حفتر قائد الجيش الوطني الليبي كل شيء”.
ورأى الأمين العام السابق للجامعة العربية، أن الأوضاع الراهنة من أسوأ ما واجه العالم العربي في العصر الحديث، وذلك بسبب “انقسام العرب وتعارض بعض مصالحهم، فلم يعد هناك موقف عربي بل أصبح هناك أكثر من موقف”، مرجعا السبب الرئيسي في ذلك إلى ضعف الموقف العربي في ليبيا وفلسطين وغيرهما، حسب قوله.
وقال إن هناك “التفافا على العالم العربي واختراقا له، خصوصا من تركيا وإيران”.
وبالنسبة للتدخلات الإيرانية، أشار الخبير الدبلوماسي إلى تصريح مسؤول إيراني بشأن نفوذ بلاده في 4 عواصم، لكنه قال إن الوضع لم يعد كذلك، فـ”هناك شعور فعلا بانحسار الدور الإيراني خاصة في سوريا، فإذا تكلم شخص ما بشأن سوريا فإن العنوان هو روسيا، فثمة اهتمام بدور هذه الدولة”.
وقال إن النفوذ الإيراني انحسر أيضا في دول أخرى مثل لبنان واليمن، وأرجع ذلك إلى العقوبات الأمريكية التي فرضت على طهران وتداعيات الصدام مع الولايات المتحدة.