قال منشق عن ميليشيات طرابلس إن ما يحدث الآن في العاصمة وغرب ليبيا عموما، هو عملية تفريط في استقلال الدولة الليبية، وإن التعاون الذي يحدث بين تركيا وحكومة الوفاق وقادة الميليشيات هو تسليم غرب ليبيا بشكل رسمي إلى تركيا.
وأوضح ”أحمد .س. الخادمي“ بعد فراره من غرب ليبيا إلى منطقة بعيدة عن سيطرة الميليشيات، أن ”العمل الإعلامي وغسيل الأدمغة كان مؤثرا بشكل كبير على شباب كثر، والذين إما ينقصهم الوعي، أو أجبرتهم الحاجة وظروف العمل وتوقف الدراسة للعمل كمجندين في صفوف الميليشيات“.
وأشار الخادمي إلى أن ”جزءا كبيرا من عناصر الميليشيات أثرت فيهم الآلة الإعلامية الممولة قطريا وجعلتهم يقفون ضد الجيش الليبي، وأن المشير خليفة حفتر يريد إعادة الديكتاتورية إلى ليبيا، وأنه يكره مناطق غرب ليبيا ويريد أن يجعل أهل الشرق يحكمون بالحديد والنار أهل تلك المناطق
وذكر الخادمي أن ”غرف التوجيه الإعلامي للرأي العام الليبي الموجودة في مصراتة والتي تحوي مركزا إلكترونيا يروج أخبارا مفبركة، وأيضا من مهامه إيقاف الحسابات والصفحات الداعمة للجيش على مواقع التواصل، كما أن هذا المركز يتابع الحسابات التي تنشر ضد الميليشيات ويحدد أصحابها ومواقعهم ثم القبض عليهم من جهات تابعة للميليشيات“.
وبيَّن الخادمي أن ”كل ناشط في هذا المجال يكون لحسابه انتشار كبير ومؤثر يتقاضى مبلغا ماليا قدره من 2000 إلى 5000 دولار أسبوعيا، تصلهم من هيئة الإعلام القطرية في الدوحة عن طريق قناة ليبيا الأحرار التي يديرها سليمان دوغة“.
وكشف الخادمي أنهم ”تلقوا دورات قصيرة على يد مدربين تم إعدادهم في قطر ثم عقدوا سلسلة من الدورات للناشطين في غرب ليبيا، بحيث يكون المتدرب قادرا على صنع خبر وإعطائه حجما كبيرا ونشره في أكثر الصفحات انتشارا على مواقع التواصل“.
وبحسب الخادمي، فإن أهم نقطة يتم التركيز عليها من قبل المدربين لمجموعات الشباب هو ”التركيز على أن الجيش الليبي يريد أن يدمر مدن الغرب الليبي ويريد احتلالها وإذلال أهلها“، كما يطلب من المتدرب أن يعمل بقوه على فكرة أن تركيا دولة شقيقة جاءت لمساعدة أهل الغرب الليبي ثم تطوير البلاد وخلق استثمارات مختلفة.
وأفاد الخادمي بأنه دخل لمحاور القتال وكان يطلب منهم عدم تصوير الأجانب وكان برفقتهم 4 أشخاص تابعين لقطر، وهم المسؤولون عن التغطية الإعلامية يرأسهم شخص يدعى ”أبو عزام الفلسطيني“، مبينا أن ذلك الشخص دخل طرابلس بتاريخ الثاني من مايو العام 2019.
ونوه الخادمي بأنه قام بعدة زيارات لأماكن عسكرية، منها غرفة عمليات يديرها بعض الضباط الأتراك في داخل قاعدة معيتيقة، وبعد أن أصبحت تحت القصف المستمر لطيران الجيش الليبي تم نقلها للمربع السكني الخلفي من المطار.
وبحسب الخادمي، فإن العاملين بهذه الغرفة من الأتراك والسوريين فرض عليهم ارتداء الزي الشعبي الليبي، حتى لا يلاحظ وجودهم، مضيفا بأن تحركاتهم كانت بسيارات “ تويوتا لاند كروزر“ مصفحة ومعتمة وتحمل لوحات هيئة سياسية، مشيرا إلى أن سائقي هذه السيارات معروفون بالاسم وأغلبهم من مصراتة وقلة من سكان سوق الجمعة وتاجوراء.
وحول وصول العتاد العسكري والذخائر، أوضح الخادمي بأن الجزء الأكبر كان يأتي بصورة شبه يومية من تركيا عبر مصراتة، إضافة إلى جزء كان يصل أيضا من تركيا عبر مطار معيتيقة وميناء طرابلس، وكان المسؤول عن إحضاره وتوزيعه ميليشيات مصراتة.