سلطت مؤسسة إعلامية إسبانية الضوء على العلاقة بين قطر وجبهة النصرة في سوريا التي باتت تعرف باسم ”هيئة تحرير الشام”، مشيرة إلى أن الدوحة عززت تلك العلاقة في الآونة الأخيرة بالتنسيق مع حليفتها تركيا وأصبحت الممول الرئيس للهيئة.
ولفتت مؤسسة ”أتالايار“، التي تُصدر مجلة ونشرات أخرى في إسبانيا، إلى أن تقريرًا أصدرته وكالة الدفاع الأمريكية، أواخر العام الماضي، كشفت فيه أن قطر بمساعدة تركيا زادت دعمها المالي واللوجستي للهيئة، في حين كشفت صحيفة تابعة للمجلس القضائي الأعلى في العراق، في أيار/ مايو الماضي، أن زعيم النصرة عصام الهنا وهو مواطن مغربي ويلقب بـ ”أبو منصور المغربي“ أكد تلك العلاقة بعد اعتقاله من قبل السلطات العراقية.
وذكرت المجلة، في تقريرها، أمس الجمعة، أن المغربي كشف أيضًا أن قطر ليست الممول الوحيد للهيئة، وأن المجموعة تتلقى أيضًا مساعدات من إسرائيل، وأن عددًا من جرحاها خلال المعارك شمال سوريا تم علاجهم في تركيا و إسرائيل
مصرف قطر الإسلامي
وأوضح التقرير أن علاقة قطر بالهيئة كشفها أيضًا المصور الأمريكي ماثيو شرير الذي أُسر من قبل الهيئة العام 2012 وبقي في الأسر لمدة 211 يومًا قبل أن ينجح بالفرار، مشيرًا إلى أنه بعد فراره قام بتقديم دعوى قضائية ضد مصرف قطر الإسلامي لجمعه تبرعات لخاطفيه.
ولفت إلى أنه في، شهر آب/ أغسطس الماضي، كشفت صحيفة ”تايمز“ البريطانية أن بنك الدوحة حوّل مبالغ ضخمة للهيئة عن طريق حسابات مصرفية في تركيا ولبنان.
ووفقًا لتقارير صحفية، فإن مصورًا صحفيًا أمريكيًا آخر وهو ”ثيو كيرتس“ تم اختطافه أواخر العام 2012 من قبل مجموعة طالبت بفدية قدرها 30 مليون دولار.
وقالت المجلة إنه بعد حوالي عامين تم التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المصور بوساطة قطرية وتم تسليمه للقوات الدولية في الجولان السورية.
وتابعت أنه في العام 2013 اختطفت هيئة تحرير الشام 13 راهبة في دمشق وطالبت بفدية قدرها 16 مليون دولار ثم قامت العام 2014 باختطاف 5 أعضاء في منظمة ”أطباء بلا حدود“ و45 جنديًا فيجيًا في الجولان واستمرت في تلك العمليات باختطاف 16 عسكريًا لبنانيًا العام 2015 وتم إطلاق سراح جميع الرهائن بوساطات قطرية.
100 مليون دولار للخاطفين
ونسبت المجلة لتقارير صحفية أخرى أفادت بأن قطر دفعت أكثر من 100 مليون دولار للإرهابيين كمبالغ فدية لإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى، وأن الحكومة القطرية لعبت دور الوسيط في عدة مناسبات للتوصل إلى اتفاق لتحرير رهائن بعد دفع فدية.
وعن سبب لعب قطر مثل هذه الأدوار، قالت المجلة:“من خلال التفاوض مع الإرهابيين لإطلاق سراح رهائن ودفع الفدية للخاطفين نيابة عن الحكومات الغربية سعت قطر إلى تعزيز دورها على الساحة الدولية، وتحسين صورتها لدى الدوائر الغربية.“
ولفتت المجلة إلى تقارير صحفية متعددة كشفت أن الدوحة حوّلت مبالغ كبيرة للجماعات الإرهابية عن طريق الجمعيات الخيرية، خاصة مؤسسة الخدمات الإنسانية التي يرأسها الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني شقيق أمير قطر الشيخ تميم.
130 مليون دولار للجهاديين
ونقلت عن مصادر استخباراتية في الخليج قولها إن المؤسسة مولت الجهاديين بأكثر من 130 مليون دولار بالتنسيق مع الهلال الأحمر التركي الذي ساعد أيضًا في تزويد هيئة تحرير الشام وجماعات إرهابية أخرى بالسلاح
ولفتت إلى قرار لوزارة الخزانة الأمريكية العام 2017 فرض عقوبات على الطيار العسكري القطري محمد جاسم السليطي واعتباره إرهابيًا بسبب صلاته مع الهيئة وجماعات جهادية أخرى، وقيامه بتزويدها بالسلاح ومعدات أخرى.
وأوضحت المجلة أن هناك اتهامات لقطر بدعم وتمويل جماعات جهادية أخرى بما فيها ”حركة حماس“ الفلسطينية، ومجموعات وميليشيات تحارب في ليبيا بدعم من تركيا، إضافة إلى قيامها بتقديم مساعدات مالية وعينية ولوجستية لـ“حركة الشباب“ الصومالية التي نفذت أكثر من 1000 هجوم دموي العام 2019.
وقال واصف واسق من مؤسسة ”يوروبيان إي“ في باريس:“هناك دلائل كثيرة على أن قطر أصبحت ممولًا رئيسًا للإرهاب الدولي.. وأعتقد أن ذلك له آثار سلبية على الجهود لمكافحة الإرهاب، خاصة عندما تشتد الحاجة لجبهة موحدة ضد قوى التطرف والإرهاب.“