قال وزير الخارجية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اليوم الثلاثاء، إن إيران مازالت تشكّل خطراً كبيراً على مستقبل سوريا وهويتها، عبر ميليشيات طائفية تطيل أمد الحرب والدمار، وتعيق الحل السياسي الذي تدعمه الرياض.
وأوضح الوزير، خلال كلمة في ”مؤتمر بروكسل لدعم مستقبل سوريا والمنطقة“، أنه ”إذا كان هناك لبعض الأطراف الدولية مصالح، فإن لإيران مشروعاً إقليمياً خطيراً للهيمنة باستخدام الميليشيات الطائفية، واستثارة الحروب الأهلية المدمرة للشعوب والأوطان“، وفقا لوكالة الأنباء السعودية (واس).
وشدد على أن الميليشيات الطائفية والجماعات الإرهابية وجهان لعملة واحدة، وكلاهما يصنع الدمار والخراب ويطيل أمد الأزمات، وأن ”السعودية ومن هذا المنبر تؤكد أهمية محاربة جميع التنظيمات الإرهابية بأشكالها كافة
وأشار وزير الخارجية السعودي، إلى أن موقف بلاده من الأزمة في سوريا واضحٌ وجلي، وأن ”الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، ومسار جنيف (1)“.
وأضاف المسؤول السعودي، أن بلاده تدعم جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص غير بيدرسون، وتدعم كل الجهود للتوصل إلى حل لوقف المأساة في سوريا، واستئناف أعمال اللجنة الدستورية التي تضم أطيافاً من طرفي النزاع لوضع دستور جديد للبلاد.
ولخص بن فرحان دور بلاده في مساندة السوريين، بالقول إن ”المملكة استضافت مؤتمري الرياض1 والرياض2، واللذين أفضيا إلى تأسيس هيئة المفاوضات السورية، وقد بذلت المملكة كل جهد ممكن وستستمر لتوحيد المعارضة السورية وجمع كلمتها“.
وأوضح أن ”المملكة أسهمت في تخفيف معاناة الشعب السوري من خلال استضافة مئات الآلاف من الأشقاء السوريين على أراضيها، الذين يعاملون معاملة المواطنين السعوديين من حيث فرص العمل والخدمات الطبية، كما ينخرط أكثر من مئة ألف طالب وطالبة من أبنائهم في مدارس وجامعات المملكة“.
وذكر أن جهود المملكة شملت برامج دعم ورعاية الملايين من السوريين اللاجئين إلى الدول المجاورة في كل من تركيا والأردن ولبنان، مشيرا إلى أن ”المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة للأشقاء السوريين بلغت نحو مليار ومئة وخمسين مليون دولار“، مؤكدا استمرارية تلك الجهود.
وربط الوزير عملية إعادة الإعمار في سوريا ببدء عملية تسوية سياسية حقيقية تقودها الأمم المتّحدة، وبعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم، والتي تتطلب توفّر الشروط اللازمة لعودتهم وفق المعايير الدولية التي تقرّها المفوّضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين.
ولا يزال المضي قدماً في حل سياسي بين طرفي النزاع في سوريا يواجه صعوبات وعراقيل كثيرة مع تعدد اللاعبين الدوليين في الأزمة السورية التي خلفت دماراً رهيباً ومئات آلاف الضحايا وملايين اللاجئين والنازحين.
وتعد إيران أحد أبرز الداعمين لقوات الرئيس بشار الأسد عبر مجموعات مقاتلة إيرانية وأفغانية وعراقية.