قالت وسائل إعلام إن الحكومة السودانية ستوقع يوم السبت 3 أكتوبر في جوبا عاصمة جنوب السودان، اتفاق سلام مع المتمردين ينهي عقودا من الحرب في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
وكان الجانبان قد وقعا الاتفاق بالأحرف الأولى في جوبا نهاية أغسطس الماضي، ويحمل مكان التوقيع دلالة تاريخية لدولتي السودان وجنوب السودان التي انفصلت عن السودان بعد حرب أهلية بين الجانبين امتدت 22 عاما وخلفت مليوني قتيل و4 ملايين نازح ولاجئ.
وانتهت تلك الحرب بتوقيع اتفاق سلام منح مواطني جنوب السودان حق تقرير المصير وفي عام 2011 صوت الجنوبيون لصالح دولتهم المستقلة.
وقال توت قلوال رئيس فريق وساطة جنوب السودان في محادثات السلام السودانية للصحافيين في جوبا الخميس: “هذه الاتفاقية مهمة للسودان وجنوب السودان، استقرار السودان من استقرار جنوب السودان.. إن كان هناك سلام في السودان سيكون هناك سلام في جنوب السودان نحن شعب واحد في دولتين”.
وصرح رئيس مفوضية السلام السودانية سليمان الدبيلو لفرانس برس “هذا يوم تاريخي.. نأمل أن ينهي التوقيع القتال إلى الأبد ويمهد الطريق للتنمية”.
وأضاف الدبيلو أن الاتفاق تطرق إلى جذور القضايا السودانية، مشيرا إلى أن “الاتفاقية ستوقع عليها أغلب الحركات المسلحة ماعدا اثنتين.. نأمل أن تشجعهما على توقيع اتفاق سلام والانضمام للعملية السلمية في البلاد لأن هذه الوثيقة نظرت إلى القضايا السودانية بصورة واقعية وفي حال تم تطبيقها ستحقق سلام”.
وتتكون الاتفاقية من ثمانية بروتوكولات تتعلق بقضايا ملكية الأرض والعدالة الانتقالية والتعويضات وتطوير قطاع الرحل والرعوي وتقاسم الثروة وتقاسم السلطة وعودة اللاجئين والمشردين، إضافة للبروتوكول الأمني والخاص بدمج مقاتلي الحركات في الجيش الحكومي ليصبح جيشا يمثل كل مكونات الشعب السوداني .
ويأمل السودانيون أن يسهم التوصل للاتفاق في تطوير هذه المناطق المنكوبة بالنزاع منذ سنوات طويلة، لكن فصيلين رئيسيين هما “جيش تحرير السودان” بقيادة عبد الواحد نور الذي يقاتل في دارفور، و”الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو” التي تنشط في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق لم تنخرطا في مفاوضات السلام.
جدير بالذكر أن النزاع في إقليم دارفور الذي اندلع في عام 2003 خلف نحو 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح ولاجئ، حسب بيانات الأمم المتحدة.
وفي منطقتي جنوب كردفان والنيل الإزرق فقد بدأت الحرب عام 2001 وتضرر بسببها مليون شخص.