وضع بريد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، الكثيرين في مواقع محرجة وعصيبة، بإفشائه ما قدمه هؤلاء من خدمات، ومن ليبيا برز اسم فتحي عمر التربي بشكل لافت.
وكشفت إحدى رسائل في بريد كلينتون الذي أمر الرئس الأمريكي مؤخرا برفع السرية عنه، أن التربي وهو مواطن ليبي يحمل الجنسية الأمريكية، أرسل قائمة بأهداف إلى الناتو ليتم قصفها خلال عمليات الحلف العسكرية في ليبيا عام 2011.
الرسالة المذكورة مؤرخة في 30 أبريل 2011، وعنونت بـ”قائمة الأهداف”، وأفيد بأن الأهداف المحددة قد قصفت بالفعل.
وتكشف الوثيقة أن عملية وقصف تلك الأهداف تسببت في مقتل أحد أقارب الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ويرجح أنه نجله الأصغر، سيف العرب.
ويقدم فتحي عمر التربي نفسه على حسابه في “فيسبوك” على أنه “أحد مؤسسي اللجنة الليبية لحقوق الإنسان. ويعتبر من أبرز دعاة حقوق الإنسان والديمقراطية، لأكثر من ثلاثة عقود”.
ويقول التربي أيضا في وصفه لنفسه إنه على مدى السنوات المتتالية توطدت أواصر علاقاته “بكافة الليبيين بالولايات المتحدة ودول أوروبا، حيث كان يتمتع بصلات وروابط طيبة معهم”.
ولم ينس هذا التعريف الذاتي أن يؤكد أن المعني “ساعد في هذا المضمار الكثير منهم (الليبيين) على كافة الأصعدة خاصة لمن تقطعت بهم السبل المالية”، مضيفا أنه في ذات الوقت كان يهتم بشدة بالشؤون الغربية الليبية!
ويتحدث تعريف آخر بالتربي، مشيرا إلى أنه أمضى أكثر من 25 عاما في العمل الدؤوب في الخارج “للترويج للديمقراطية وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان في ليبيا”.
ويروي التعريف أن التربي عاد الى ليبيا في عام 2004، من أجل الاستمرار في العمل على نفس النهج!
وكشف التعريف المرفق بحساب التربي على “فيسبوك”، أن الرجل “مسه” الضرر من النظام السابق، حيث اعتقل شقيقه “الدكتور عمران التربي وثلة من أصدقائه على نحو تعسفي في عام 1984، وأودع السجن لمدة تزيد عن 18 سنة”.
بالمقابل، أرسل عدد كبير من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، لعناتهم إلى هذا الرجل، ووصفه الكثيرون بالخائن، فيما أطلقت عليه صحيفة الشاهد الليبية اسم “ملك الإحداثيات”، ورأت أنه أسهم في تسليم عائلة القذافي للناتو، بالاستناد إلى رؤية ترجح أن نجله، سيف العرب، قتل أثناء ضرب الأهداف التي حددها “التربي”.